ضعف السمع الأحادي

ضعف السمع الأحادي


ترتبط حالة ضعف السمع الأحادي بالإعاقة السمعية التي تصيب أذناً واحدةً فقط. ويختلف هذا النوع من الضعف السمعي عن ضعف السمع اللا متماثل، وذلك في حقيقة كون الضعف السمعي اللا متماثل مرتبطاً بإصابة كلتا الأذنين بضعف في السمع مع عدم تماثل درجة ضعف السمع للأذنين. إن جميع الأشخاص المصابين بضعف سمع أحادي هم في الواقع مصابين بضعف سمع لا متماثل، ولكن العكس غير صحيح.


تتدرج درجة ضعف السمع في الأذن المصابة من بسيط الشدة إلى ضعف تام في السمع في بعض الحالات بحيث لا تتمكن الأذن حتى من سماع الأصوات المرتفعة جداً.


قد يكون ضعف السمع الأحادي خلقي منذ الولادة وقد يكون مرتبطاً بعامل وراثي أو ناتج عن اضطرابات وحالات مصاحبة للحمل أو عملية الولادة. ومن ناحية أخرى، قد ينشأ هذا النوع من الضعف السمع لاحقاً نتيجة لأسباب محتملة متعددة منها: التهابات الأذن واضطرابات الأذن الوسطى، واضطرابات الأذن الداخلية، ووجود أورام في العصب الثامن (المختص بالسمع والتوازن)، وعمليات جراحية أو تورم قريب من العصب الثامن، وحالات مرضية (مثل التهاب السحايا أو الحصبة)، والتعرض لضجيج عالي الشدة، أو ناتج عن إغلاق تام للقناة السمعية الخارجية بواسطة شمع الأذن.


يعتمد نوع ضعف السمع الأحادي على المسبب للحالة، ولذلك، فقد يكون هذا الضعف من النوع التوصيلي، أو العصبي الحسي، أو المزدوج (ضعف توصيلي وعصبي حسي في نفس الوقت).


وتعتمد حقيقة كون ضعف السمع الأحادي دائم أم لا أيضاً على نوع وسبب هذه الحالة من الضعف السمعي، ولذلك، ففي حال نشوء ضعف السمع الأحادي عن حالة طبية بالإمكان علاجها يصبح ضعف السمع مؤقتاً، أما إن كان ضعف السمع ناتجاً عن ضعف سمع حسي عصبي مثلاً فهنا تصبح الحالة غير عكسية، وليس بالإمكان علاجها، ودائمة.


بالرغم من وجود أذن طبيعية لدى الأشخاص المصابين بضعف السمع الأحادي، تتسبب هذه الحالة بمشكلات خطيرة أهمها:

صعوبة سماع الأصوات باتجاه الأذن المصابة.

عدم المقدرة على تحديد اتجاه الأصوات، وذلك لكون هذه الخاصية مرتبطة بالقدرة السمعية المتماثلة لكلتا الأذنين.

صعوبة فهم الكلام في أجواء الضوضاء خاصة في حال وجود الأذن السليمة بالقرب من موقع الضجيج.


يواجه معظم الأشخاص المصابين بضعف السمع الأحادي الصعوبات المذكورة أعلاه، ولكن ومن جهة أخرى، فإن الأطفال المصابين بهذا النوع من حالات ضعف السمع تواجههم في العادة عوائق إضافية في الأوضاع التعليمية والأجواء الصفية. وبإمكان بعض هؤلاء الأطفال تدبر أمورهم جيداً في المدرسة، في حين وجد أن البعض الآخر من الأطفال معرضاً لخطر الفشل في إحدى المراحل الدراسية.


يواجه الأطفال المصابين بضعف السمع الأحادي على الأغلب صعوبة في الانتباه ومتابعة الاتجاهات في الصف الدراسي، كما تظهر عليهم آثار التعب.


لابد من فحص حالة ضعف السمع الأحادي من قبل اختصاصي السمع لتحديد نوع ودرجة ضعف السمع، ومن قبل اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لكشف السبب وراء هذا النوع من الضعف السمعي.


يساعد استخدام المعينات السمعية بعض الحالات، مع تفاوت معدل النجاح من حالة إلى أخرى. في حين وجد أن استخدام أنظمة الذبذبة المعدلة FM Systems فعالاً وبخاصة للأطفال في مساعدتهم على السماع بشكل أفضل في الأجواء المزعجة (مثل جو صف دراسي مزدحم).


هناك عدد من الإرشادات التي بإمكانها مساعدة وتقليل عناء الاستماع للأطفال المصابين بضعف السمع الأحادي في الفصول الدراسية المزعجة. يترتب على المعلمين أولاً فهم طبيعة ضعف السمع لدى هؤلاء الأطفال، كما عليهم التأكد من توجيه الأذن السليمة باتجاههم مع مراعاة جلوس الطفل ضمن مسافة 5 إلى 6 أقدام من المعلم وفي المكان الأكثر راحة وملاءمة لاستماع أفضل. لابد للمعلم أيضاً من التأكد من ابتعاد الطفل عن مناطق الضوضاء في الصف الدراسي وعن مولدات الضجيج مثل أجهزة التكييف والتدفئة وغيرها.


إن استخدام أدوات تعليمية تعتمد على النظر لأمر في غاية الأهمية وعامل تحفيزي للعملية التعليمية للأطفال المصابين بضعف السمع الأحادي مثل الكتابة على اللوح أو استخدام أجهزة العرض المرئية أو الفيديو وغيرها.


لا بد لعائلة الطفل المصاب بضعف السمع الأحادي من الاهتمام بأمور متعددة أهمها محاولة تسهيل عملية الاتصال للطفل بقدر الإمكان باستخدام جمل سهلة وكلمات مألوفة، وإعادة صياغة الجمل الغير مفهومة من قبل الطفل مع استخدام تعابير الوجه والإيماءات.


وعلى العائلة أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأذن السليمة وهذه تشمل إجراء تقييم دوري للتطور السمعي والنطقي والأكاديمي للطفل، واستخدام سدادات للأذن في حال اضطرار تواجد الطفل في أجواء الضجيج، واللجوء للعلاج الفوري لأي حالة من حالات التهاب الأذن مع الحيطة من استخدام بعض الأدوية التي قد يكون لها تأثير ضار على القدرة السمعية.


وأخيراً، لابد من تدريب الطفل على أخذ الحيطة أثناء التواجد في بعض الأجواء الخطيرة، مع التذكر دائماً بأن عدم القدرة على تحديد اتجاه الأصوات هي من أهم التأثيرات السلبية لضعف السمع الأحادي. ولذلك فلا بد للطفل من الحذر والتحقق قبل قطع الطريق مع استخدام مري خلفية للدراجة والتحقق مع أخذ الحيطة والحذر من وجود مركبات من الخلف.

د.رانية أبوالرب
أخصائية سمع



qut hgslu hgHph]d hgsgu