ضعف السمع عند الأبناء

ضعف السمع عند الأبناء


تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس عند الطفل، فمن خلالها يكتسب الطفل القدرات اللغوية ومهارات الاتصال، ويتعلم معرفة الأصوات التي تحدث من حوله في هذا العالم، وينمي قدرته على القراءة ويستمتع بالموسيقى، وتكون له المنبه من الأخطار التي تقترب منه.

مراحل نمو القدرة على الاتصال مع الآخرين:

من الثابت أن الإنسان قادر على السمع حتى قبل الولادة، وما أن يبلغ الجنين الأسبوع العشرين من عمره حتى تكون القوقعة، وهي عضو السمع الحسي، قد اكتمل نموها وابتدأت قدرتها العملية. وعند الولادة تكون قدرة الطفل الحسية السمعية مشابهة تماماً لقدرة البالغين من أفراد عائلته، لكن عليه فقط أن يتعلم كيفية الاستفادة من هذه القدرة السمعية في تشكيل المفاهيم العقلية وتركيب القواعد اللغوية.

تحديد اتجاه مصدر الصوت:

إن القدرة على تحديد اتجاه مصدر الصوت هي إحدى المهارات الحسية السمعية الأولى التي يمكن ملاحظتها عند الطفل، إذ أن الإنسان يملك أذناً واحدة على كل جانب من جوانب رأسه تساعده على تحديد اتجاه مصدر الصوت بدقة متناهية.

مراقبة الطفل عند تحديده اتجاه مصدر الصوت:

من المعروف أن الأطفال حديثي الولادة يأخذون بالتحرك، أو تتسع حدقات أعينهم عند سماعهم صوتاً. وإذا كانت الأصوات عالية، فإنها تثير لديهم فعلاً شرطياً منعكساً يجفلهم عند حدوثها.

وما أن يبلغ الطفل الشهر السادس من عمره فبإمكاننا وبوضوح أكثر ملاحظة نمو قدرته على تحديد اتجاه مصدر الصوت، فمثلاً إذا كان الطفل ينظر إلى الأمام وصدر صوت خافت عند جانبه الأيمن فإنه يلتفت نحو مصدر الصوت، خاصة إذا كان يتمتع بسمع طبيعي. لكن الأهم من هذا هو معرفة استعداد الطفل للاستجابة للأصوات الكلامية الخافتة مثل سماع صوت حرف السين أو الزين.

وما أن يبلغ الطفل السنة الأولى من العمر حتى يتم صقل قدرته على التيقن من مصادر الأصوات المنبعثة من حوله وفي محيطه كرنين جرس الباب أو الهاتف أو عبث الأطفال بالألعاب ذات الأصوات الموسيقية أو ما يدور بين أفراد عائلته من أصوات كلامية

مراحل تطور القدرة الكلامية واللغوية عند الأطفال:

العمر
الخصائص

9 شهور
يظهر على الطفل القدرة على فهم بعض الكلمات البسيطة مثل "ماما" ، "بابا".

10 شهور
بعض أصوات المناغاة التي يصدرها الطفل في هذا العمر تكون قريبة من الكلمات الحقيقية خاصة الكلمات ذات المقطع الواحد مثل "دا-دا-دا".

12 شهر
تظهر على الطفل القدرة على استعمال بعض الكلمات البسيطة.

18 شهر
تظهر على الطفل بوادر الاستعداد على فهم جمل قصيرة، والانصياع في تنفيذ بعض الأوامر البسيطة مثل الإشارة إلى أجزاء من جسمه عند الطلب منه ذلك، كذلك يكون لديه حصيلة مفردات تقارب 20-50 كلمة مثل "ماما هوب".

24 شهر
يتمتع الطفل في هذه الفترة على قدرة في استعمال مفردات كثيرة تقارب 150 كلمة في جمل مبسطة مكونة من كلمتين ووضوح نطقه لغير المتعايشين معه. كما يبدو عليه الاستعداد في الجلوس وسماع ما يتم قراءته عليه من قصص مصورة.

3-5 سنوات
في هذا العمر يكون الطفل قد امتلك القدرة على التعبير عن أحاسيسه وحاجاته بشكل سليم، كما يملك في جعبته ما يقارب 2000 كلمة يستعملها في جمل مركبة تضعه على مشارف مرحلة دخول المدرسة.


ولابد من الإشارة بأن هذه المراحل ليست قطعية وإنما معدلات تقريبية لمعظم الأطفال، فإذا ما بدر على الطفل التأخر أكثر من

(2-3) أشهر في بلوغ هذه المراحل فقد يكون ذلك دلالة على وجود ضعف في القدرة السمعية أو التطور اللغوي الكلامي.

علامات ضعف السمع عند الطفل:

على المرء أن يكون يقظاً عندما يلاحظ أن الطفل لا يستجيب كما يجب للمؤثرات الصوتية، لأنه كثيراً ما يعزي هذا الأمر إلى قلة انتباه الطفل، لهذا من المهم التأكد من أن عدم المثابرة على إظهار الاستجابة للأصوات لا يرجع إلى وجود ضعف في قدرته على سماعها.

وفيم يلي بعض الإشارات التي توحي بأن الأطفال لا يسمعون كما يجب:

· عدم انتباه الطفل لمتحدث بعيد عن بصره، خاصة إذا لم يكن هناك أمر يجلب انتباه الطفل.

· ظهور ملامح الاستغراب على وجه الطفل إذا ما نودي عليه بصوت عال نسبياً.
الاستعمال المتكرر لكلمة "نعم" عندما يتحدث شخص معه بشكل متعمد.

إمعان الطفل بوجه المتحدث معه بشكل متعمد.

· الجلوس بقرب التلفاز في الوقت الذي يكون فيه الصوت مسموع بشكل جيد من قبل جميع أفراد العائلة.

· رفع صوت التلفاز أو المسجل بشكل ملحوظ.

· عدم القدرة على سماع المتحدث على الهاتف مع استمرار تغيير سماعة الهاتف بين الأذنين.

· عدم الجفلان عند سماع الأصوات مرتفعة الشدة.

لكن قد تكون أهم دلالة على احتمالية وجود ضعف في السمع هي عدم أو تأخر التطور اللغوي والكلامي، ففي بعض الأحيان قد لا يشك الأهل بوجود ضعف في السمع لدى طفلهم، ولكن إن تأخر الطفل في تنمية قدرته اللغوية والتعبيرية مقارنة مع أقرانه من الأطفال الذين في مثل سنه فقد يكون ذلك سبباً يستدعي بأن يثير قلق الأهل نحو قدرة الطفل السمعية.

تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس عند الطفل، فمن خلالها يكتسب الطفل القدرات اللغوية ومهارات الاتصال، ويتعلم معرفة الأصوات التي تحدث من حوله في هذا العالم، وينمي قدرته على القراءة ويستمتع بالموسيقى، وتكون له المنبه من الأخطار التي تقترب منه.

كيف نسمع؟:

إن معرفة المعلومات الأولية عن أقسام الأذن وعملها يساعد على التعرف على الحالات التي قد تؤثر على سمع الطفل.

تقسم الأذن إلى ثلاثة أقسام: خارجية و وسطى، وداخلية.

الأذن الخارجية:

وتتكون من الصوان والقناة السمعية الخارجية. ويعمل الصوان على تجميع وتوجيه الذبذبات الصوتية نحو القناة السمعية الخارجية التي بدورها تعمل تكبير وإيصال هذه الذبذبات إلى غشاء الطبلة.

الأذن الوسطى:

وهي عبارة عن تجويف يحده غشاء الطبلة من الجانب الخارجي وجدار القوقعة من الداخل. وتوجد به سلسلة العظيمات الثلاثة: المطرقة والتي يتصل أحد أطرافها بمنتصف غشاء الطبلة، والطرف الثاني الذي يتصل بالعظيمة الثانية وهي السندان، وهذه العظيمة تتصل بدورها بالعظيمة الثالثة وهي الركاب المثبتة بحلقة غشاء النافذة البيضاوية للقوقعة.

عندما يهتز غشاء الطبلة بفعل الذبذبات الصوتية الواقعة عليه، تنتقل هذه الذبذبات خلال هذه العظيمات إلى الأذن الداخلية التي تعمل على تحليلها وإرسال المعلومات إلى الدماغ.

ويتصل بالأذن الوسطى قناة صغيرة يفتح طرفها الثاني في تجويف الأنف الخلفي الحلقي وعملها هو معادلة مستوى الضغط الجوي الخارجي والضغط الجوي داخل تجويف الأذن الوسطى.

الأذن الداخلية:

وتتكون من القوقعة التي تعتبر عضو القدرة الحسية السمعية، وتمتلئ دهاليزها الثلاثة بسائل ذات خصائص كيميائية مميزة تنتقل خلاله الذبذبات الصوتية القادمة من الأذن الوسطى فتؤثر على الشعيرات الحسية العصبية في الدهليز الأوسط فتأخذ في إرسال النبضات الكهربائية إلى الدماغ عن طريق العصب السمعي الذي يعمل على ترجمتها إلى أصوات مختلفة.

مشاكل السمع عند الأطفال:

هناك مشاكل تحدث أثناء فترة الحمل وأخرى تقع أثناء الولادة أو بعدها خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل تكون سبباً مباشراً في حدوث ضعف سمع عند الأطفال.

ويقسم ضعف السمع إلى قسمين رئيسيين: توصيلي وعصبي حسي. وفي بعض الأحيان يكون ضعف السمع العصبي مصحوباً بمشاكل في الأذن الوسطى مما ينتج عنه ضعف سمع عصبي وتوصيلي ويسمى بضعف السمع المزدوج.

ضعف السمع التوصيلي:

يشير ضعف السمع التوصيلي إلى أن الأذن الداخلية سليمة وأنها تعمل بشكل جيد وأن المشكلة تقع إما في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى بحيث تعيق الذبذبات الصوتية من الوصول إلى الأذن الداخلية. هذا الضعف من السمع غالباً ما يكون بسيط إلى متوسط في الشدة وفي كثير من الأحيان يكون هذا الضعف مؤقتاً وقابل للعلاج. ومن الممكن تمثيل هذا النوع من الضعف السمعي بإغلاق الآذان بالأصابع والذي ينتج عنه قلة مستوى شدة الأصوات الخارجية وارتفاع صوت الشخص نفسه.

ومن الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث ضعف السمع التوصيلي ما يلي:

صمغ الأذن – الشمع Ear Wax:

ازدياد ارتصاص الصملاغ الذي تفرزه الأذن في القناة السمعية الخارجية يؤدي إلى انسداد القناة والحد من وصول الذبذبات الصوتية إلى غشاء الطبلة وبالتالي حدوث ضعف سمع توصيلي. ويمكن إزالة الصملاغ المتجمع باستعمال بعض القطرات الطبية الخاصة لتطرية الصملاغ ومن ثم إزالته عن طريق الطبيب الاختصاصي، ولا يحبذ استعمال عيدان القطن التي تباع في الصيدليات لهذا الغرض حماية لغشاء الطبلة وتفادي زيادة ارتصاص الصمغ داخل القناة السمعية.

الأجسام الغريبة:

كثيراً ما يعمد الطفل إلى إدخال بعض الأجسام الصغيرة مثل الخرز أو الحبوب أو أجزاء من الطعام داخل القناة السمعية مما يؤدي إلى وقوع تلف في غشاء الطبلة أو جدران القناة السمعية وبالتالي الحد من سماع الأصوات المحيطة.

التهاب القناة السمعية Swimmer’s Ear :

إن تضخم غشاء القناة السمعية الخارجية نتيجة الالتهابات البكتيرية يؤدي إلى إغلاق هذه القناة، وبالتالي حدوث ضعف سمع توصيلي قد يطول مع استمرار وجود هذه الالتهابات خاصة إذا تكرر دخول الماء إلى داخل القناة عند التغسيل أو السباحة.

التهابات الأذن الوسطى Otitis Media :

من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى ضعف سمع توصيلي عند الأطفال هي التهابات الأذن الوسطى، وتدل الدراسات على أن أكثر من 85% من الأطفال معرضون لإصابتهم بمثل هذه الالتهابات مرة في العمر، وتعتبر التهابات الزوائد اللحمية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التهابات الأذن الوسطى كونها تعمل على إغلاق قناة استاكيوس التي تصل تجويف الأذن الوسطى بالتجويف الأنفي الحلقي.

وقد تحدث التهابات الأذن الوسطى أيضاً نتيجة التهابات القصبات الهوائية العليا أو التعرض لدخان السجائر. ومن أنواع التهابات الأذن الوسطى التهاب الأذن الوسطى الحاد وسيلان الأذن الوسطى.

5-التهاب الأذن الوسطى الحاد Acute Otitis Media – AOM :

هو نوع حاد يصحبه ألم وحرارة عالية ومن الممكن أن يزول أو تخف حدة أعراضه عن طريق أخذ المضادات الحيوية. وفي بعض الحالات قد يسبب التهاب الأذن الوسطى الحاد انثقاب غشاء الطبلة وخروج السائل القيحي من الأذن الوسطى إلى القناة السمعية، وهذا بحاجة إلى العلاج السريع والمكثف. وإذا تركت دون علاج يمكن أن تتطور إلى حالات شديدة تصيب الأذن الوسطى والداخلية.

سيلان الأذن الوسطى Acute Otitis Media with effusion – OME :

يتبع التهاب الأذن الوسطى الحاد المتكرر غالباً سيلان الأذن الوسطى، وهذا يحدث عندما يستقر السائل في الأذن الوسطى مانعاً اهتزازات طبلة الأذن وحركة عظيمات الأذن الوسطى. وقد تسبب هذه الحالات ضعف سمع من بسيط إلى متوسط الشدة، مما يعيق تعلم الأطفال الصغار للكلام، وبالتالي تأخر تطورهم اللغوي.

تتم معالجة التهابات الأذن الوسطى إما بالطرق التقليدية بتعاطي المسكنات والعقاقير الطبية أو بالمعالجة الجراحية – خرق الطبلة Myringotomy – ووضع أنبوب تهوية عبر غشاء الطبلة يساعد على تصريف السوائل التي تتراكم داخل الأذن وعلى تهويتها حتى يقل تكرار إصابتها بالالتهابات. وبإمكان هذه الأنابيب البقاء داخل الأذن عدة أشهر أو حتى سنوات. تساعد هذه الأنابيب على إعادة السمع، ومنع تجمع السوائل من جديد وتقليل نسبة تكرار هذه الالتهابات ومنع أية مضاعفات أخرى قد تحدث.

ضعف السمع الحسي العصبي:

هو ضعف ينتج إما عن اضطراب في وظيفة القوقعة (حسي) أو في الطريق العصبي الموصل والناقل للإشارات الكهربائية من القوقعة إلى الدماغ (عصبي)، وعادة ما تكون هذه الإصابة موجودة منذ الولادة. وتتراوح شدة هذا النوع من الضعف السمعي من البسيط إلى الشديد جداً ويصيب كل أو بعض النغمات الصوتية. على سبيل المثال: قد لا يسمع الطفل الأصوات الناعمة الحادة ولكنه في نفس الوقت يسمع الأصوات الغليظة بشكل طبيعي.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بضعف السمع؟:

المواليد حديثو الولادة حتى 28 يوماً:

· وجود سيرة مرضية بحالات ضعف سمع حسي عصبي منذ الطفولة في العائلة.

· الأمهات اللاتي عانين من مشاكل مرضية مثل الحصبة الألمانية أو السفلس أثناء الحمل.

· ظهور تشوهات خلقية في الوجه أو في صوان أو في قناة الأذن.

· المواليد الذين يقل وزنهم عند الولادة عن 1500 غرام.

· ارتفاع مستوى الصفار Hyperbilirubinemia في الدم لدرجة الاضطرار إلى تبديل الدم.

· استعمال أدوية سامة للأذن، مثل مجموعة الأمينوجلايكوسايدز Aminoglycosides، وعلى جرعات متعددة، أو المستعملة مع المدرات البولية.

· التهاب السحايا Bacterial Meningitis .

· علامات أبجار من (صفر-أربعة) في الدقيقة الأولى أو من (صفر-ستة) في الخمس دقائق الأولى بعد الولادة.

· استخدام التنفس الاصطناعي لمدة خمسة أيام أو أكثر.

· أي مشكلات مستعصية أخرى مثل حالات تعدد الأعراض المتزامنة والتي يصاحبها وجود ضعف في السمع.

الأطفال من سن 29 يوماً إلى سنتين:

· ظهور أي علامات بطؤ في النمو والتعليم.

· التهاب السحايا أو أي التهابات أخرى مسببة لضعف سمع حسي عصبي.

· رضوض الرأس المرافقة لفقدان الوعي أو كسر الجمجمة.

· استعمال أدوية سامة للأذن، ومنها أدوية الأورام أو مجموعة الأمينوجلايكوسايدز المستعملة مع المدرات البولية.

· أي مشكلات مستعصية أخرى مثل حالات تعدد الأعراض المتزامنة والتي يصاحبها وجود ضعف في السمع.

· الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.

مخاطر التعرض للضجيج:

من أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى ضعف سمع عصبي دائم ومن الممكن تجنبها هو التعرض للضجيج العالي الذي يعمل على إتلاف الخلايا الحسية السمعية داخل القوقعة بشكل مؤقت أو دائم. فالأصوات الصادرة عن السيارات والمحركات والموسيقى الصاخبة تعمل على إيذاء السمع تدريجياً بشكل يتوقف على مدى قرب هذه الأصوات من الإنسان السامع والمدة التي يتعرض لها لهذه الأصوات يومياً. إضافة، فهناك العديد من ألعاب الأطفال وألعاب الحاسوب ذات أصوات عالية قد تؤذي السمع أيضاً. وبالإمكان تفادي مثل هذه المخاطر إذا التزم الآباء بعوامل الحيطة والحذر.

ضعف السمع المزدوج:

هو ضعف سمع ناتج عن عدة عوامل تؤثر على الأذن الوسطى والأذن الداخلية (القوقعة) معاً.

تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس عند الطفل، فمن خلالها يكتسب الطفل القدرات اللغوية ومهارات الاتصال، ويتعلم معرفة الأصوات التي تحدث من حوله في هذا العالم، وينمي قدرته على القراءة ويستمتع بالموسيقى، وتكون له المنبه من الأخطار التي تقترب منه.

فحص سمع الأطفال:

يوجد حالياً عدة طرق تشخيصية تساعد في معرفة مستوى سمع الأطفال أو حديثي الولادة. ومن المستبعد عدم إمكانية تقييم سمع الأطفال مهما صغر عمره. وفي الواقع، فإن إجراء الفحوصات السمعية هذه الأيام ممكن أن يتم مباشرة بعد الولادة.

وإذا كان بإمكان الممرضات أو بعض المتطوعين المدربين القيام بعملية المسح السمعي للأطفال، فإن التقييم السمعي الكامل لابد أن يتم إجراؤه فقط عن طريق اختصاصيي السمع. والفحوصات السمعية التشخيصية لا تقتصر فقط على معرفة إذا كان الطفل يسمع أو لا، بل تتعدى ذلك إلى معرفة إذا كان ضعف السمع في أذن واحدة أو كلتاهما، ونوع ضعف السمع وشدته. ولا بد من تدوين ودراسة جميع هذه المعلومات وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة والضرورية.

أنواع الفحوصات السمعية المستخدمة مع الأطفال:

· فحوصات السمع السلوكية:

تتطلب هذه الفحوصات من الطفل الاستجابة لمؤثرات صوتية ضعيفة الشدة وتكون الاستجابة عن طريق قيام الطفل بعمل يدل على أنه سمع الصوت كرفع يده أو الإشارة بإصبعه إلى صورة من مجموعة صور عندما يقوم الفاحص بذكر اسم الشيء الذي على الصورة أو وضع لعبة في صندوق عند سماع الصوت.

أما أنسب طريقة لفحص الأطفال الذين يقل عمرهم عن السنتين هو ملاحظة قيامهم بإلتفاته نحو مصدر الصوت عند حدوثه.

· فحص السمع الدماغي:

إذا تعذر إجراء الفحوصات السمعية السلوكية على الأطفال بسبب صغر سنهم أو لمعاناتهم من مشاكل حركية أو عقلية فإنه بالإمكان فحصهم عن طريق جهاز خاص يسجل الاستجابات العصبية التي تحدث في قاع الدماغ نتيجة للمؤثرات الصوتية، وتعتبر هذه الطريقة من الطرق الموضوعية التي تعطي دلالات واضحة عن قدرات الأطفال السمعية.

· فحص الانبعاث الصوتي من القوقعة:

يعتبر هذا الفحص من أحدث الطرق الموضوعية المستعملة في معرفة كفاءة عمل القوقعة ويتم ذلك عن طريق إعطاء الطفل مؤثر صوتي من خلال جهاز إرسال صغير الحجم يعمل على إثارة الخلايا الحسية السمعية في القوقعة فتصدر أصواتاً خافتة عند حركتها استجابة للذبذبات الصوتية الواقعة عليها. ويقوم ميكروفون بالتقاط هذه الأصوات وتبيانها فيوفر معلومات كاملة عن وضع حالة الخلايا الحسية فيها.

· فحص مستوى ونظام مطاوعة الأذن:

يفيد هذا الفحص في معرفة سلامة عمل طبلة الأذن الوسطى ويتم عن طريق معرفة مستوى الضغط الجوي داخل تجويف الأذن وكفاءة حركة غشاء الطبلة عند وقوع الذبذبات الصوتية عليها ومع تغيرات الضغط الجوي على جانبي طبلة الأذن. فمثلاً إذا كان مستوى الضغط داخل التجويف في حدوده الطبيعي، لكن توجد قلة مرونة في حركة غشاء الطبلة كما يتبين في نسبة ارتداد الذبذبات الصوتية الواقعة عليها فإن ذلك يدل على احتمالية إصابة العظيمات داخل التجويف بالتصلب، أو قد ينتج عن الفحص بأن طبلة الأذن لا تتحرك وهذا قد يعني وجود سائل خلف غشاء الطبلة. ويمكن عن طريق استدلالات أخرى من نتائج هذا الفحص الحصول على معلومات دقيقة عن حالة الأذن الوسطى.

متى يتم تشخيص ضعف السمع عند الأطفال؟

تقدم المعالجة الطبية الشاملة للطفل المصاب بضعف السمع من قبل اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، فهو المسؤول عن إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وعن أية استشارة طبية يراها مناسبة تساعد في تشخيص أية مشاكل مصاحبة للإعاقة السمعية سواء جسدية أو عقلية والاهتمام في حفظ جميع هذه المعلومات في سجل المريض.

ويقوم اختصاصي السمع في المقابل بإجراء الفحوصات السمعية اللازمة، مع المراقبة والمتابعة، وبتحديد وتركيب المعينات السمعية المناسبة للطفل والقيام بعملية التأهيل السمعي للطفل المصاب بضعف السمع.

في حالة إصابة الطفل بصمم عصبي لايعالج:

إذا قدر للطفل أن يكون مصاباً بضعف سمعي عصبي لا يعالج طبياً أو جراحياً فإن بإمكان اختصاصي السمع المؤهل أن يطرح خيارات عديدة للاستفادة من قدرات الطفل السمعية المتبقية إذ أن ما يتوفر من معينات سمعية مختلفة يجعل من المتعذر قبول الفرضية التي تقول بوجود نوع من ضعف السمع يتعذر علاجه طالما الهدف واضح وهو توفير الإمكانيات لتنمية قدرات الطفل اللغوية والعقلية.

أجهزة المعينات السمعية:

عبارة عن أجهزة تكبير صوتية يمكن للأطفال استعمالها حتى في السنوات المبكرة الأولى. وغالباً ما يتم إعطاؤهم معينات سمعية خلف الأذن وتتصل بقالب يوضع في تجويف صوان الأذن وتتوفر أحياناً بألوان مختلفة وقوة تكبير صوتية متنوعة تتناسب مع أنواع عديدة من ضعف السمع. ويفضل تزويد الطفل بمعينتين سمعيتين للمساعدة في تحديد اتجاه مصدر الصوت ولكن يحدد هذا القرار طبيعة ضعف السمع لدى المريض. وقد ساعدت التقنية الحديثة المتطورة على توفير معينات سمعية تعمل على استقبال الأصوات التي تصدر من أمام السامع فقط مع تخفيض مستوى الأصوات الجانبية الأخرى حتى تساهم في تحفيز عملية التمييز. ولابد من استشارة اختصاصي السمع المؤهل دائماً في موضوع المعينات السمعية واختيار المناسب منها.

السمع في الأماكن التي يكثر فيها الضجيج:

من الأمور الواجب مراعاتها هي أن الضجة العالية من العوامل التي تعمل على عرقلة عملية الاستفادة من المعينات السمعية، فمثلاً هناك مواقف معينة تكثر فيها انعكاسات الذبذبات الصوتية عن جوانب الغرف وحدوث الأصوات العشوائية في محيط المتكلم والسامع وبعد المسافة بين المتكلم ومستقبل المعينة السمعية مما يصعب على الطفل عملية التمييز الكلامية، ولهذا أوجدت التقنية الحديثة في صناعة المعينات السمعية الكثير من المستحدثات التي تخفف من وطأة شدة الضوضاء والارتدادات في الذبذبات الصوتية مثل المعينات السمعية التي تستخدم تقنية الميكروفونات المتعددة وأنظمة الذبذبة المعدلة FM.

· أنظمة الذبذبة المعدلة FM:

يتكون هذا النظام من جهاز إرسال مع ميكروفون يحمله المدرس أو الشخص المتكلم وجهاز استقبال إما يحمله الطفل أو يتصل بالمعينات السمعية التي توضع على أذنيه من دون أية أسلاك. وعندما يتكلم المدرس تنتقل الذبذبات الصوتية على شكل موجات أثيرية إلى جهاز الاستقبال المثبت في المعينات السمعية مما يوفر للطفل أحداث غير مصحوبة بتشويشات للأصوات العشوائية الأخرى التي تحدث من حوله، كذلك توفر له إمكانية وضوح الكلام بشكل أفضل حتى ولو كان على مسافة أبعد من الشخص المتكلم. وغالباً ما يستعمل هذا النوع من المعينات السمعية في المدارس أو في ظروف معينة أخرى.

· زراعة القوقعة:

تعتبر زراعة القوقعة من الطرق المستحدثة في التخفيف من مشاكل السمع الحسي (الخلل في قوقعة الأذن فقط)، ويمكن أن يستفيد منها بعض الأطفال الذين يعانون من ضعف سمع عصبي شديد جداً خاصة الذين لم يسعفهم الحظ في الاستفادة من المعينات السمعية. وتتم هذه الزراعة عن طريق إدخال مجسات حسية داخل القوقعة متصلة بجهاز استقبال ممغنط يوضع داخل تجويف في عظم الغشاء خلف الأذن. ويتم وضع جهاز تنبيه آخر ممغنط من الخارج خلف الأذن يعمل على إرسال ما يصله من ذبذبات صوتية من جهاز التشفير إلى داخل الأذن. وعندما يتم إثارة المجسات داخل القوقعة بالمؤثرات الصوتية تعمل هذه على خلق استشعارات حسية تنتقل إلى الدماغ عبر عصب السمع حيث يتم إدراكها.

د.رانية أبوالرب
أخصائية سمع



qut hgslu uk] hgHfkhx hgsgu