سيرة علماء فقهاء المالكية
مالك بن أنس

هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ينتهي نسبه إلى ذي أصبح، وهي قبيلة من اليمن.
أبو عبد الله. قدم أحد أجداده من اليمن إلى المدينة وسكنها، وكان جده أبو عامر من أصحاب رسول الله،
شهد معه المغازي كلها ما عدا بدرا.
هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية.
أخذ العلم عن نافع مولى عبد الله بن عمر، وأخذه عن ابن شهاب الزهري، وأما شيخه في الفقه فهو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي.

كان مالك إماما في الحديث، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان رجلا مهيبا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط. حدث نه كثير من الأئمة،
منهم ابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي
. قال البخاري. أصح الأحاديث عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
كان يعتمد في فتياه على كتاب الله ثم على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنده منهما،
وكان يعطي لما جرى عليه العمل في المدينة أهمية كبرى، ولا سيما عمل الأئمة وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بكر وعمر.
حمل إلى جعفر بن سليمان العباسي، والي المدينة فضربه سبعين سوطا لأنه أفتى بعدم لزوم طلاق المكره،
وهي فتوى ذات وجه سياسي، لأنها تسري إلى أيمان البيعة التي أحدثوها،
وكانو يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند المبايعة، فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم.

سئل مالك عن البغاة أيجوز قتالهم؟
فقال: يجوز قتالهم إن خرجوا على خليفة مثل عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن لم يكن مثله،
قال: دعهم ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما، فكانت هذه الفتوى سبب محنته. استند في إبطال يمين المكره على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
: /5 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌
رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه /5 . ولما بلغ الخليفة ما فعل والي المدينة بمالك أنكره وعزل جعفر بن سليمان عن المدينة وأمر أن يؤتى به إلى بغداد محمولا على قتب (أي على جمل) .
ثم لقي المنصور مالكا في موسم الحج سنة 163هـ واجتمع به في منى واعتذر إليه وطلب منه أن يدون علمه في كتاب يتجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشواذ عبد الله بن مسعود،
وأن يقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه من الأئ
مة والصحابة، وأمر له بألف دينار وكسوة، فصنف مالك الموطأ وهو أول كتاب ظهر في الفقه الإسلامي.

ومن كتبه (المدونة) وهي مجموعة رسائل من فقه مالك جمعها تلميذه أسد بن الفرات أقام مالك بالمدينة ولم يرحل منها إلى بلد آخر،
وقد وجه إليه الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى،
فقصده الرشيد إلى منزله، وجلس بين يديه فحدثه. أكثر من رحل إليه المصريون والمغربيون من أهل أفريقية والأندلس، وهم الذين نشروا مذهبه في شمال أفريقية وفي الأندلس، ثم ظهر مذهبه في البصرة وبغداد وخراسان بواسطة فقهاء رحلوا إليه من تلك البلاد ..
توفي في المدينة عن 86 عاما ودفن بالبقيع.



المراجع
الأعلام 6 / 128. البداية والنهاية 10 / 174. الإمامة والسياسة لابن قتيبة 2 / 178 - 180. تذكرة الحفاظ 1 / 207. شذرات الذهب 1 / 289. الفهرست ص / 286. وفيات الأعيان 4 / 135. المعارف ص / 498. بروكلمان 3 / 274.

ابن عبد البر

هو أحمد بن محمد بن عبد البر، من موالي بني أمية. أبو عبد الملك. مؤرخ، من فقهاء قرطبة
. توفي في السجن. من مصنفاته: كتاب في فقهاء قرطبة
استعان به ابن الفرضي في كتابه تاريخ علماء الأندلس.



المراجع
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 1 / 37. الأعلام 1 / 199


--------------------------
ابن عبد الحكم (محمد)

هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري .
أبو عبد الله. فقيه عصره, إليه انتهت رياسة العلم في مصر. كان مالكي المذهب ولازم الشافعي
وقرأ عليه وتبع مذهبه, ثم رجع إلى مذهب مالك بعد وفاة الشافعي.
إليه كانت تشد الرحال من المغرب والأندلس لتلقي العلم والفقه,
وفي فتنة القول بخلق القرآن حمل إلى بغداد فلم يجب إلى ما طلب منه فرد إلى مصر
وتوفي فيها عن 86 عاما.
من مصنفاته: الرد على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب والسنة.
كتاب أحكام القرآن. الرد على فقهاء العراق.
أدب القضاة. كتاب الوثائق. كتاب الشروط. وغير ذلك من الكتب.



المراجع
وفيات الأعيان 4 / 193 . الوافي بالوفيات 3 / 338 . طبقات الشافعية 2 / 67 . حسن المحاضرة 2 / 309 .

---------------------------

ابن عبد الحكم

هو عبد الله بن الحكم بن أعين بن الليث بن رافع. أبو محمد. فقيه من أصحاب مالك،
ومن أعمدة مذهبه. سمع من مالك والليث بن سعد وابن عيينة وغيرهم.
أفضت إليه رياسة المذهب بمصر بعد أشهب بن عبد العزيز القيسي،
وهو الذي فرع على أصول المذهب. كان صديقا للإمام الشافعي وعليه نزل لما قدم الشافعي إلى مصر،
فأكرم مثواه وبلغ الغاية من بره،
وعنده مات ودفن في مقبرته. ولد في الإسكندرية وتوفي في القاهرة .
خلفه ابنه محمد بن عبد الحكم المتوفي سنة 268 هـ وتولي كأبيه رئاسة المذهب المالكي في مصر. من آثاره كتاب المختصر الكبير، اختصر فيه كتاب أشهب وسيرة عمر بن عبد العزيز وكتب أخرى في الفقه المالكي. توفي عن 64 سنة.


المراجع
الأعلام 4 / 229. وفيات الأعيان 3 / 34. حسن المحاضرة 1 / 305، 309. العبر 1 / 366. شذرات الذهب 2 / 34. تهذيب التهذيب 5 / 259.


--------------------



ابن عبد الحكم (أبو القاسم)


هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري. أبو القاسم مؤرخ معاصر للطبري والبلاذري,
ومن أهل الحديث والفقه, درس عليه عدد من المغاربة والأندلسيين, وإليه انتهت رياسة المذهب المالكي بمصر,
نزل الإمام الشافعي في أسرته ودفن في مقابرها.
من مؤلفاته: فتوح مصر والمغرب والأندلس, ويعتبر من أحسن ما كتب عن المغرب والأندلس وأبعدها عن الأساطير, وعنه أخذ كثير من المؤرخين الأندلسيين المتأخرين وغيرهم. قاسى هو وأسرته كثيرا من الاضطهاد في زمن الخليفة الواثق لرفضهم القول بخلق القرآن.


المراجع
دائرة المعارف الإسلامية 1/ 335 . الأعلام 4/ 85 . تاريخ الأدب الجغرافي 1/ 168

ابن سحنون

هو محمد بن عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي أبو عبد الله, كان أبوه يلقب بسحنون,
وهو اسم طائر حديد النظر فشبه به لحدة نظره في المسائل, وقد توفي والده سنة 240هـ, خلف أباه في إمامة الفقه المالكي ولم يكن في عصره أجمع منه لفنون العلم,
ولد ونشأ في القيروان ورحل إلى المشرق سنة 235هـ وعاد إلى القيروان فتوفي فيها,
كان كريم اليد, وجيها عند الملوك, عالي الهمة, ألف في فنون كثيرة كالحديث والفقه والتاريخ وأدب المناظرة والخلافيات,
كان يقال المحمدان الإفريقيان له ولمحمد بن عبدوس, والمحمدان المصريان لمحمد بن عبد الحكم ومحمد بن المواز, وكانوا جميعا في عصر واحد, ولم يجتمع مثلهم في عصر لمذهب مالك, وهم أشهر من نشر مذهب مالك في إفريقية وصقلية,
توفي في القيروان عن 57 عاما.


المراجع
الأعلام 7/ 76 . الوافي بالوفيات 3/ 86 . سير أعلام النبلاء 8/ 160 . وفيات الأعيان 3/ 180 , 181 .

------------------------
ابن سعدون القرطبي

هو يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدي القرطبي, ضياء الدين. من الأئمة في القراءات وعلوم القرآن والحديث واللغة.
رحل إلى الأندلس في عنفوان شبابه وقدم الإسكندرية وأخذ الحديث عن علمائها ثم توجه إلى بغداد سنة 517هـ وقرأ القراءات على قرائها,
ثم رحل إلى دمشق فأقام بها مدة ثم سافر إلى الموصل واستوطن فيها ومنها رحل إلى أصبهان وعاد إليها, فكان يأخذ عنه الناس العلم وأخذ عنه شيوخ ذلك العصر.
من تصانيفه (دلائل الأحكام) . توفي في الموصل عن 81 عاما.



المراجع
وفيات الأعيان 6 / 171 - نفح الطيب 2 / 317.

---------------------------------
ابن دينار

هو محمد بن إبراهيم بن دينار الجهني. أبو عبد الله. كان فقيها فاضلا، له بالعلم عناية ورواية. كان هو والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي أفقه أهل المدينة .
قال أشهب بن عبد العزيز العامري ما رأيت في أصحاب مالك أفقه من ابن دينار.



المراجع
كتاب الوفيات لابن قنفذ ص/ 144. ترتيب المدارك 1/ 291.

--------------------
ابن زرقون

هو محمد بن سعيد بن أحمد بن عبد البر الأنصاري.
ولد في مدينة (شريش) وتلقى العلم على شيوخها ثم انتقل مع أبيه إلى مراكش

وبعد بعد ذلك إلى الأندلس وتجول فيها وصحب الكاتب ابن عبدون (ت:529 هـ)
ولازم القاضي عياضا (ت: 544هـ) . تولى ابن زرقون القضاء في إشبيلية وشلب. كان من علماء الحديث والفقه
وكان شاعرا ظريفا, وله مؤلف جمع بين الجامع الكبير للترمذي وسنن أبي داود في الحديث. توفي عن 85 عاما
. من شعره في النسيب قوله:

ذكــر العهــد والديــار غــريب
فجــرى دمعــه ولــج النحــيب

ذكــر العهـد والنـوى مـن حـبيب
حــبذا العهــد والنــوى والحـبيب

إذ صفــاء الــوداد غـير مشـوب
بتجــــن, وودنـــا مشـــبوب

وإذا الدهــر دهرنــا, وإذا الــدار
قـــريب وإذ يقـــول المــريب

وقيــان الأوتـار تسـعدها الأطيـار
والـــروض زاهــر مخــضوب

ووشــاحي معــاصم لـوت الشـوق
علينـــا وظاهرتهـــا القلـــوب

وفراشــي بطــن وصــدر ونهـد
وعليهــا منــي رفيــق طبيــب

واللمـى والرضـاب كأسـي وخـمري
حــبذا الكــأس, حــبذا المشـروب

وحــمى الأزر لـي مبـاح, وحـكمي
نــافذ فيـه, والفعـال ضـروب

وإذا مــا الحــمي أغــار عليــه
حــاذق الطعــن, فـالحمى منهـوب

أســأل اللــه عفــوه, فلئـن سـاء
مقـــالي لقــد تعــف القلــوب

قــد ينـال الفتـى الصغـائر ظرفـا
لا ســواها, وللذنــوب ذنـوب

وأخــو الشــعر لا جنــاح عليـه
وســـواء صدوقـــه والكــذوب



المراجع
بغية الملتمس ص / 70 - الوافي بالوفيات 3 / 102 - المطرب ص / 217 - الأعلام 7 / 10 - فروخ 5 / 482.


يتبع



sdvm uglhx , trihx hglhg;dm