مراقبة الصقيع والتنبؤ بحدوثه:
عند توقع حدوث الصقيع يجب مراقبة درجة الحرارة أثناء الليل على مستوى النباتات فبالنسبة للمشاتل والكرمة الزاحفة والخضراوات تراقب درجة حرارة الهواء بالقرب من سطح التربة أما بالنسبة للأشجار المثمرة فتراقب درجة حرارة الهواء على ارتفاع يساوي ارتفاع أخفض غصن، عند مراقبة الصقيع يجب الانتباه إلى أن قراءة الترمومتر الرطب في مقياس بسكرومتر تكون أقرب إلى حرارة أعضاء النبات وخاصة الغضة منها والأكثر تعرضاً للصقيع.
يمكن مراقبة الصقيع بإحدى الطرق التالية:
1- طريقة الإناء: تستعمل هذه الطريقة في حال عدم توفر مقاييس حرارة حيث يستخدم إناء من النحاس أو الألمنيوم ويوضع فيه ماء بسماكة بضعة ميلمترات ثم يوضع على سطح التربة في الهواء الطلق بين الأشجار وعندما يبدأ الماء بالتجمد يستدل على حدوث الصقيع.
2- طريقة مراقبة مقاييس الحرارة: حيث توضع مقاييس الحرارة أو مقاييس البسكرمتر بين الأشجار وعلى ارتفاع يعادل أخفض الأغصان وتراقب درجة حرارتها وتغيراتها أثناء الليل، كما يمكن استخدام مقاييس الحرارة الصغرى لمعرفة أخفض درجة حرارة للهواء أو التربة في الليلة السابقة.
3- الأجهزة المنذرة بالصقيع: توجد من هذه الأجهزة نماذج مختلفة منها المزود بجرس حيث تغلق دارة الجرس قبل حدوث الصقيع ومنها الإنذار الشعاعي ويتألف من لوح معدني بسيط محاط بسطل أسطواني الشكل مغلق من الأسفل ومفتوح من الأعلى ومزود بترموستات ينذر بحدوث الصقيع قبل ساعة واحدة من بلوغ درجة الحرارة الجافة الصفر المئوي.
التنبؤ بالصقيع:
إن التنبؤ الصحيح بالصقيع من ضرورات عملية مكافحة الصقيع الناجحة والاقتصادية فالتنبؤ يعطى قبل ساعات من حدوث الصقيع حتى يتم تحضير الأجهزة والمحروقات والأيدي العاملة اللازمة لعملية المكافحة كما يعطى معلومات عن شدة الصقيع والتي تفيد في تحديد الطرق التي يجب اتباعها في المقاومة وتكثيف أو تقليل إجراءات الحماية من الصقيع وفي أجزاء الحقل المختلفة ولأنواع المزروعات وذلك حسب شدة الصقيع المتوقعة إذ يؤدي التنبؤ الصحيح والدقيق بالصقيع إلى توفير الكثير من الجهد والإمكانات المادية.
التنبؤ العام بالصقيع
تذيعه مراكز التنبؤ بالطقس ويعطي فكرة عامة عن موجات الصقيع للمساحات الجغرافية الكبيرة والبلدان وتقل دقته في البلدان المتنوعة التضاريس وحسب خصائص المناخ المحلي.
طرق الوقاية من الصقيع ومقاومته: طرق الوقاية السلبية:
وهي عبارة عن إجراءات وقائية تساعد على الوقاية من الصقيع كما تحدد من شدته ومنها:
- اختيار الموقع حيث تؤثر شروط المكان المحلية والموقع بالنسبة للتضاريس في المنطقة وشكل الحقل الطبوغرافي على تغير شدة الصقيع وطبيعة حدوثه.
- انتقاء الأصناف حيث تختار أنواع الأشجار والأصناف متأخرة الإزهار والأقل تضرراً بالصقيع في الأماكن الأكثر عرضة للصقيع.
- الأعمال الزراعية حيث تتخذ الإجراءات التي تسهل تصريف الهواء البارد كما يوصى بقص الأعشاب تحت الأشجار المثمرة وتسوية الأرض ودحلها بعد الحراثة لتسهيل انتقال الحرارة من طبقات التربة العميقة وتقليم الأشجار بحيث يبتعد تاج الشجرة عن سطح الأرض قدر الإمكان وتوجه صفوف الأشجار حسب التضاريس بحيث تساعد على تصريف الهواء البارد.
طرق الوقاية الإيجابية:
وهذه الطرق يلجأ إليها لمنع حدوث الصقيع أو للتقليل من أضراره شريطة أن يترك مجال للربح الكافي، أي أن تكون الجدوى الاقتصادية لعملية مقاومة الصقيع إيجابية، هذا وإن مختلف طرق الوقاية الإيجابية تسعى لحفظ حرارة النبات فوق عتبة مقاومته وتحقق هذه الطرق هدفها أما الحفاظ على حرارة الطبقة الجوية الدنيا عن طريق تقليل فقد الحرارة بالإشعاع أو بإعطاء قدرة حرارية إضافية لهذه الطبقة وتقسم طرق الوقاية الإيجابية إلى :
أ- الطرق البيولوجية
- زيادة مقاومة الأشجار وذلك بتحسين شروطها الغذائية والمائية.
- تأخير النمو والإزهار ويتم ذلك باختيار أصول ذات نمو متأخر أو استعمال محاليل ذات أساس هرموني وتعالج الأزهار المتضررة بأحداث نمو للثمار بدون تلقيح مباشر للبويضة باستعمال بعض المركبات مثل حمض الفانفتالين الحامضي ويستعمل حمض جيبراليك للأجاص وسيكوكوك لتأخير أزهار الأجاص وكذلك Pg آلار للكرز زالتفاح.
ب- الطرق الفيزيائية:
وتشمل الري بالرذاذ أو الري السطحي ، المراوح وخلط الهواء، الضباب الصناعي والتدخين، التغطية والتدفئة.
الري بالرذاذ والري السطحي:
يقاوم الصقيع برش الماء فوق الأشجار أو تحتها وفاعلية الرش فوق الأشجار أكثر من فاعلية الرش تحتها، وهناك محاذير للرش فوق الأشجار منها تراكم الجليد على الأغصان في حالات الصقيع الشديد، وكذلك المساعدة على انتشار الأمراض والحشرات بسبب زيادة الرطوبة
يبدأ الرش فوق الأشجار في فترة انخفاض درجة الحرارة الهواء إلى الصفر المئوي واقترابها من الحرارة الحدية للنبات.
كما يستخدم الري بالرذاذ لإطالة فترة السكون وذلك في الأيام التي يزيد معدل الحرارة فيها عن الصفر البيولوجي في بداية الربيع ظهراً حيث تؤخر هذه العملية الإزهار من أسبوع إلى أربعة أسابيع ويستعمل الري بالرذاذ تحت الأشجار بشكل واسع في أمريكا بسبب عدم تسببه في انتشار الأمراض وتكون الجليد على الأغصان ، كما يستعمل الري السطحي وخاصة للكرمة الزاحفة والخضراوات.
المراوح وطريقة خلط الهواء:
وتتم بخلط الهواء البارد القريب من سطح الأرض مع الهواء الأدفأ المتوضع في الطبقات الأعلى في ليالي الصقيع الإشعاعي. حيث تستعمل طائرات الهيلوكبتر أو مراوح قطر شفراتها (2.5-4) متر وتدور من (900-1300) دورة في الساعة.
حيث توضع المراوح على برج ارتفاعه عشرة أمتار وتجري دورة كاملة حول محور البرج كل ساعتين ودقيقتين ويمكن أن يكون المحرك كهربائي أو بالوقود السائل والاستطاعة اللازمة خلال ساعة تتراوح بين 20-30 HP وتغطي المروحة الواحدة من 2-4 هكتار ومحورها مائل باتجاه الأرض بزاوية 10-20 درجة وهناك شروط مثلى لاستخدام المراوح تتلخص بالتالي:
- المساحة المحمية كبيرة
- سقف الانقلاب الحراري من 12-15 متر
- الحقل مستوي
- نصف الفرق بين الحرارة على ارتفاع 15 متر وارتفاع خمسة أمتار بين 1-3 درجة مئوية
- الصقيع من النوع الإشعاعي
- يجب تشغيل المراوح قبل نصف ساعة من حدوث الصقيع
التغطية:
وتتم بتغطية النبات بالزجاج أو المواد البلاستيكية أو بالقش أو القماش أو التراب إذ تحد التغطية من فقد الحرارة بالإشعاع أو عن طريق تيارات الحمل وتعمل على هذا المبدأ البيوت الزجاجية البلاستيكية.
طريقة التدفئة:
وتتم بحرق الوقود السائل أو الصلب أو أية مواد أخرى قابلة للاشتعال وأجهزة التدفئة صغيرة الحجم أفضل من كبيرة الحجم وترفع هذه الوسائل حرارة الهواء من درجتين إلى ثلاث درجات.
استخدام النفايات:
حيث تستخدم النفايات الرطبة من مساوئ هذه الطريقة صعوبة إشعال الأكوام وعدم إمكانية التحكم في شدة الاحتراق وتلوث البيئة والتربة بالمواد غير القابلة للاحتراق.
أجهزة التدفئة التي تستخدم الوقود السائل:
تصنع الأجهزة عادة من وعاء معدني يتسع لـ10-20 لتر وهي أما أن تكون بسيطة أو ذات مدخنة مع منظم للهب والوقود ويفضل النوع الثاني.
دلت التجارب بأن تسخين الهواء بأجهزة التدفئة المختلفة ترفع حرارة الهواء حوالي ثلاث درجات مئوية إذا كان عدد الأجهزة يتراوح بين 100-250 جهازاً في الهكتار الواحد موزعة في البستان وذلك حسب تضاريس الحقل وشدة الصقيع ونوع المحصول ويمكن الحصول على ارتفاع /5/ درجات إذا زيد عدد الأجهزة إلى 400-500 جهاز ويختلف استهلاك الجهاز للوقود باختلاف نوعه إلى أنه يقدر من 200-600 كغ للهكتار في الساعة الواحدة وذلك باختلاف شدة الصقيع وطبيعة الحقل ومردود الجهاز.
وتشغل أجهزة التدفئة قبل بلوغ حرارة الهواء على متوسط ارتفاع الجزء المتضرر من النبات درجة مئوية واحدة أعلى من الحرارة الحدية.
يبين الشكل رقم (3) سطل التدفئة البسيط ويتكون من وعاء من الحديد المزيت سماكة 0.6 مم وغطائين يرفع العلوي منها أثناء الإشعال ويستعمل للإطفاء ولحماية محتويات السطل من المطر في حالة عدم الاستعمال. يستعمل المازوت أو الزيت المحروق أو الفيول أو خليط من هذه المواد ثم تضاف كمية من نشارة الخشب أو التبن إلى محتويات السطل لتسهيل الإشعال وتنظيم الاحتراق وينصح باستعمال خليط مكون من المازوت والزيت المحروق بنسبة 1/3 أو الزيت المحروق والفيول بنسبة 1/2.
وهنالك نموذجاً لأجهزة مقاومة الصقيع المزودة بمنظم لكمية الوقود وقد صمم الجهاز ونفذه واختبره قسم البيئة والمناخ في مديرية الأراضي ويتألف الجهاز من :
1- أنبوب معدني 3/8 إنش بطول متر واحد مزود بصنبور في إحدى نهايتيه للتحكم بكمية الوقود ونهايته الأخرى مثنية على شكل حرف و ومزودة بثلاثة ثقوب من الأعلى بقطر 0.5 مم يخرج منها المازوت بشكل بخار.
2- حامل من الحديد على شكل منصب ثلاثي بارتفاع 30 سم ومزود بقطعة من الصفيح مثلثة الشكل مثنية من الجوانب تثبت تحت نهاية الأنبوب المثقبة وتستعمل لتحمية الجهاز عند الإشعال.
3- سطل من الصفيح يحتوي على الماء يوضع فوق اللهب ويرتكز على حلقة معدنية في نهاية الحامل. تغذى كل ثلاثة أجهزة صفيحة تحتوي على المازوت سعة 18 ليتراً تثبت في جذع إحدى الأشجار وينقل المازوت إلى الأجهزة بواسطة أنابيب من البلاستيك ، يمتاز هذا الجهاز عن السطول العادية بما يلي:
- يمكن التحكم بكمية المحروقات
- يوفر من كمية القدرة الحرارية اللازمة لمكافحة الصقيع إذ تحصل على بخار الماء الذي يزيد من الرطوبة النسبة للهواء فيقلل من إشعاع الأرض وتبرد الطبقة الجوية الدنيا وعند الحصول على كمية من بخار الماء في الطبقة الجوية الدنيا يبدأ البخار الزائد بالتكثف على الأجسام الباردة ومنها الإزهار وأعضاء النبات المعرضة للصقيع ويعطيها حرارة التجمد والتي تعادل 600 حريرة لكل غرام واحد من بخار الماء.
- مردود الجهاز أكبر من مردود السطول لأن الطاقة الحرارية التي تفقدها الطبقة الجوية الدنيا عن طريق تيارات الحمل أقل من السطول.
- احتراقه شبه تام وبالتالي فإن خطره على البيئة المجاورة أقل من السطور.
- لاتزيد كلفته عن كلفة السطل.
- يعمل على مبدأ الطرق المختلطة في مقاومة الصقيع إذ يجمع بين طريقتي التدفئة واستعمال بخار الماء.
الجدوى الفنية والاقتصادية لطرق مقاومة الصقيع:
لمنع الصقيع نحتاج لتعويض ما تفقده التربة والنباتات من الطاقة الحرارية أو التقليل من الطاقة المفقودة بحيث يتم التوازن الحراري للطبقة الجوية الدنيا ولتحقيق هذه الغاية نحتاج في حالات الصقيع المتوسط إلى 750 مليون حريرة للهكتار في الساعة الواحدة ويمكن الحصول على الطاقة المطلوبة من أي مصدر من مصادر الطاقة علماً أنه:
1 كغ مازوت يعطي 10300 كيلو حريرة
860 كيلو حريرة تعادل 1 كيلو واط ساعي
1.19 ليتر مازوت يعادل 11.98 كيلو واط ساعي
وبالتالي:
ليتر واحد من المازوت يعادل تقريباً 10 كيلو واط ساعي أي 860 كيلو حريرة يحتاج الهكتار الواحد في الساعة إلى :
75 كغ مازوت أو 88 ليتر مازوت أو 880 كيلو واط
عند مكافحة الصقيع بالري بالرذاذ يحتاج الهكتار في الساعة إلى 8.3 طن ماء عندما تكون حرارة الماء عشرة درجات مئوية وإذا كانت المكافحة ببخار الماء يحتاج الهكتار في الساعة إلى 1000 كغ بخار ماء.
الجدوى الاقتصادية لعملية مكافحة الصقيع
تحسب الجدوى الاقتصادية والفنية لطرق مقاومة الصقيع بحيث تختار الطريقة الأقل كلفة والتي تؤدي الغرض كما يمكن استعمال الطرق المختلطة شرط أن تكون كلفتها أقل من كلفة أي طريقة منفردة وبما أن أسعار مصادر الطاقة غير ثابتة كما أن الجدوى الفنية لطرق مكافحة الصقيع تختلف من مكان لآخر حسب الوضع الجوي والظروف الجغرافية والطبوغراقية للمكان فلابد من حساب الجدوى الاقتصادية والفنية لطرق مكافحة الصقيع عند اتخاذ إجراءات المقاومة.
بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها لحماية البيوت المغطاة من أضرار الصقيع:
يكون ضرر الصقيع شديداً على النباتات المزروعة تحت أغطية بلاستيكية لكون هذه النباتات هي بالأصل بحاجة إلى تدفئة وإلى درجات حرارة مرتفعة ليكتمل نموها.
وبسبب الرطوبة العالية عادة ضمن هذه البيوت فإن للصقيع في حال حدوثه أضرار جسيمة قد تقضي على كامل المزروعات داخل البيوت غير المدفأة.
لذا ننصح الأخوة أصحاب البيوت الزراعية المغطاة تأمين أجهزة التدفئة المناسبة لتلك البيوت وجعلها جاهزة للعمل باستمرار كي يمكن تشغيلها عند حدوث الصقيع في أي لحظة.
للحد والتخفيف من أضرار الصقيع على الأشجار المثمرة:
يمكن للأخوة الفلاحين تنفيذ التعليمات الفنية التالية:
1- إزالة الأعشاب من البساتين المزروعة بالأشجار المثمرة.
2- تغطية سطح التربة تحت مسقط الأشجار بالقش أو النشارة
3- لف جذوع الأشجار والغراس الحديثة السن بالخيش
4- تنظيم ري الأشجار وعدم إعطاء ريات زائدة عن الاحتياج حيث أن ذلك يعطي نموات غضة تتأثر بشكل كبير عند حدوث الصقيع.
5- استبدال زراعة الأصناف الحساسة للبرودة وخاصة في الأماكن المعرضة للصقيع.
6- تأخير تقليم الأشجار في المناطق التي تتعرض للصقيع إلى مابعد احتمال حدوث الصقيع.
7- قطع الفروع والأغصان اليابسة من الأشجار التي قد يتضرر مجموعها الخضري جزئياً حيث يتم القطع من منطقة الجفاف للأفرع وبعدها تتم تربية أفرع هيكلية جديدة للشجرة خلال 3-4 سنوات لاحقة.
8- تقوية نمو الأشجار المصابة برش الأسمدة الورقية خلال 3-4 سنوات القادمة وإعطاء دفعات متوازنة من الأسمدة العضوية والكيماوية خلال هذه السنوات.
9- دهن ساق الأشجار والأفرع الهيكلية التي تعرف من الأوراق بمادة الكلس لحمايتها من ضربة الشمس.
المراجع
1- طاهر خليلفة : الصقيع وبساتين الأشجار المثمرة 1957.
2- بيرلاند م ا وكراسيكوف: التنبؤ بالصقيع ومقاومته دار نشر الأرصاد الجوية لينغراد 1972.
3- مينتستان ا : المناخ الزراعي دار نشر الأرصاد الجوية لينغراد 1972
4- كولتسبرغ : الخصائص المناخية للصقيع وطرق مقاومته في الاتحاد السوفييتي دار نشر الأرصاد الجوية ليننغراد 1961.
5- تقارير مديريتي مكتب الزيتون والحمضيات في وزارة الزراعة السورية.