تأثيرات الإعاقة السمعية

تأثيرات الإعاقة السمعية

تؤثر الإعاقة السمعية وخاصة إن لم يتم معالجتها سلباً على نوعية الحياة للشخص المصاب بضعف السمع، وهي مصحوبة بعدد كبير من التبعات الاجتماعية والنفسية ذات مدى بعيد، وقد يصحبها في بعض الأحيان تبعات بدنية أيضاً.

يختلف الأشخاص في كيفية تفاعلهم مع ضعف السمع لديهم، ويمتد هذا الاختلاف ليشمل نوعية وشدة التبعات المرتبطة بضعف السمع والمؤثرة على الشخص المصاب به.

الإنكار هو رد فعل أولي شائع جداً وذلك عند اكتشاف الإصابة بضعف السمع، مع عدم وجود أي اختلاف يذكر في ردة فعل المصاب إن تم التشخيص من قبل أحد أفراد العائلة أو من قبل اختصاصي السمع. وهذا الإنكار ببساطة ناتج عن شعور المريض بالقصور أو بالاختلاف عن بقية الأشخاص من أصحاب القدرة السمعية الطبيعية. ومن الأسباب الأخرى للإنكار المعلومات غير الدقيقة والخاطئة عن ضعف السمع والمعينات السمعية لدى العديد من الأشخاص.

تنتشر بين الناس في الغالب أفكاراً وهمية خاطئة عن موضوع الإعاقة السمعية:

أولاً: الاعتقاد بأن ضعف السمع لابد أن يتم اكتشافه وملاحظته أولاً من قبل المصاب فقط، مع عدم العلم بأن ضعف السمع هو أساساً وفي الأغلب حالة مخادعة ومتزايدة بشكل تدريجي مم يصعب معه تشخيصه من قبل المريض المصاب به.

ثانياً: الاعتقاد بأن المشكلات المرتبطة بضعف السمع ليس بالإمكان حلها، والحقيقة هي العكس تماماً حيث أنه أصبح الآن بالإمكان معالجة معظم الإصابات السمعية خصوصاً مع مجيء التقنيات السمعية المتقدمة الجديدة.

ثالثاً: الاعتقاد الشائع لدى العديد من الأشخاص بأن ضعف السمع يعني فقط عدم القدرة على سماع الأصوات بالعلو المناسب، والحقيقة تكمن بأن الإعاقة السمعية تمتد لأبعد بكثير من قضايا الارتفاع الصوتي لتشمل قضايا الفهم والاستيعاب الكلامي في الأجواء الاستماعية المختلفة.

يظن البعض بأن ضعف السمع هو قضية بسيطة وهذا أمر خاطئ تماماً، وينتج عن عدم معالجتها بالشكل الملائم عدد كبير من الآثار السلبية والتي يصنف معظمها بكونها اجتماعية وأخرى نفسية.

إن الأشخاص المصابين بضعف السمع يواجهون صعوبة بالغة في الاتصال والتفاعل والمشاركة في النشاطات الاجتماعية، الأمر الذي يؤدي للعديد من المشاكل الاجتماعية الخطيرة والتي تشمل العزلة والانسحاب والتشويش وشرود الذهن ومشاكل في العمل ومشاكل مع أفراد العائلة.

ومع ذلك، فإنه وُجد وبناءاً على عدد كبير من الدراسات بأن معظم الآثار المدمرة لضعف السمع هي نفسية أهمها: الإجهاد والقلق وفقدان الثقة وفقدان الشعور بالأمان وفقدان الاعتداد بالنفس واكتساب أساليب دفاعية والغضب والإحباط والاكتئاب والعدوانية.

وقد تُلاحَظ هذه الآثار أيضاً عند الأشخاص من ذوي القدرة السمعية الطبيعية، ولكن ومع ذلك فإن العوامل الفارقة بين هؤلاء الأشخاص وأولئك المصابين بضعف السمع تكمن في حقيقة أن آثار ضعف السمع غير المعالج قد تصبح متفشية, وحقيقة أن ضعف السمع التدريجي هو مخادع وله القدرة على إعاقة التطور الطبيعي لمختلف أوجه الحياة للمريض المصاب بضعف السمع.

إن عملية المعالجة لضعف السمع بواسطة المعينات السمعية لها القدرة على تحسين نوعية الحياة للمريض بشكل ملحوظ وكبير وتخفيف الآثار السلبية المصاحبة أكانت من النوع الاجتماعي أو النفسي.

ولإضافة إحساس طبيعي للمصاب بالإعاقة السمعية يجب اعتماد العلاج المناسبب والتأهيل الملائم بالإضافة إلى ضبط توقعات المصاب بضعف السمع بصورة واقعية.

واستناداً على ما سبق فإن استخدام جميع مصادر العلاج والتقنية والتأهيل الممكنة يوفر حتى للأشخاص المصابين بضعف السمع عالي الشدة فرصة الاستمتاع بدرجة ملحوظة من الوضع الطبيعي في حياتهم من جديد.

د.رانية أبوالرب
أخصائية سمع




jHedvhj hgYuhrm hgsludm hgwlydm