الحاجة للتعليم الفردي

التعليم الفردي ح 1


نرى الكثير والكثير من الآباء والأمهات مهتمين بتعليم أبنائهم، متمنين لهم حياة هانئة، فالتعليم هو مفتاح بوابة الغد، وهو الشمس التي ستشرق لحامليها، التعليم هو الطريق الصحيح للمسيرة في هذه الحياة بعد توفيق الله.
ولكن دوما نقف ونحتار ونضرب أسباعا بأخماس عندما يكون أحد أبنائنا غير قادر على اجتياز الطريق، حيرة وألم ودموع حارة نذرفها، سهر وإرهاق، يزيدها ألما عدم فهم أصحاب الوظائف النافذة بمشكلة أبنائنا، فهم يقدمون لنا مئات الأوراق والأختام والنظريات والتجارب والقوانين المعطلة لديهم قبل غيرهم، همهم كرسي دوار وهاتف رنان واجتماعات تلو اجتماعات لتقدم لأبنائنا بسمة ولكنها لا تقدم إلا حسرة ووعودا زائفة.
حسرة لا يعرفها إلا ما دق الأبواب ومشى طريق الأشواك ليرسم طريقا لابنه، لكن كل ما يجده عبارة عن أنظمة في أوراق لا تنفذ، وكل يلقي المسؤولية على غيره، لذا نبكي ثم تبدأ الاجتهادات الذاتية، مدرسة تلو مدرسة لا يتم العام إلا وقرارا إداريا بنقله لمدرسة أخرى، ومعلم تلو معلم، ومركزا تلو آخر علنا نجد طيف أمل.
وتزداد همومنا عندما يقول المعلم أنا غير مؤهل وأقترح نقله,,,, وهو بذلك أخلى مسؤولية بكلمة ولسان حاله يقول أتعبتنا يا أبا فلان، ومشرف يعد ويعد بأنه سيضع خططا وطرقا لهم، ومدير يبتسم ويلف حول كرسيه واعدا بتحسين الوضع.
لذا أبناؤنا فئات موقعنا مهضوم حقهم في التعليم. فلا يمكنهم التعليم في المدارس فقط لأن استفادتهم لا تتجاوز عشرة بالمائة وسط جو غير مهيأ لاستقبالهم، ووجدنا المدرسة مجرد مكان ينال فيه أبناؤنا الشهادة فقط.
إن هؤلاء يحتاجون حلقة لا تنفك حتى يمكنهم التغلب على مشكلاتهم، وأن يصلوا لبر الأمان، محاطين بقدرات ومهارات تمكنهم من العيش في حياة تحتاج لعمل وعلم، هذه الحلقة تتكون من:
 أسرة تستوعب مشكلته وتعمل جاهدة لتحسينه تكون بين اللين والحزم.
 طبيب نفسي يؤهل الأسرة لتقبل المشكلة ويعمل على تعزيز وتأهيل الطفل نفسيا.
 مدرسة تتقبل الطفل بكل عيوبه وتعمل على تحسينه.
 مركزا لتعليمه فرديا لتحسين قدراته وعلاج ضعفه أكاديميا واجتماعيا.
الطفل الذي يعاني من مشكلات يحتاج لأسرة تتفهم وضعيته، تتقبله بمشكلاته، تقدم له المساعدة والمساندة، تقدم له الحب والحنان الذي يحتاجه، تساعده لأن يطور قدراته الحياتية، ندربه كيف يستطيع الاعتماد على نفسه، حيث تعزز نقاطه الإيجابية، وتعدل السلبية، وتقدم له الهدايا على إنجازاته، وتدربه على أن له حقوقا يجب أن يطالب بها، وعليه واجبات يجب أن يؤديها.
هذا الطفل يحتاج لطبيب يتابعه طبيب. طبيب متخصص بمشكلته إن كانت سمعية أو عصبية، كما يحتاج لطبيب نفسي يؤهله لأن يتقبل ذاته وأن يتعايش مع مشكلته، كما يحتاج والداه لجلسات خاصة تساهم في التأهيل النفسي لهما لتقبل مشكلتهما حتى لا تؤثر على حياتهما معا ولا على أسرتهما سلبا.
يجب أن يتعلم الطفل داخل مجموعة أفضل منه ليكتسب من أقرانه أكاديميا وسلوكيا، كما أن تقبل أعضاء المدرسة لطفل لديه مشكلات يحتاج منهم القراءة والبحث، وحضور الدورات والاستفادة من الآخرين، ومحاولة إيجاد أساليب تعزز من قدرات الطفل.
قد يقول القائل إن التعليم الفردي له ثغرات وعيوب مثل الإرهاق المادي للأسرة، عدم القدرة على متابعة تطور الطفل، ما تفعله المدرسة هو ما يفعله التعليم الفردي، لماذا الاستمرار ألا تكفيه ساعتان في الأسبوع؟
نعم هو إرهاق مادي للأسرة، ولكن عندما نرى النتائج التي توصل إليها نرى ذلك حقا لمن اهتم بابننا وعمل جاهدا لتطويره.
التقارير المستمرة والواجبات خلال العطلات تبين مدى تعلمه وتطوره.
المدرسة لا يمكنها عمل ما يعمله التعليم الفردي لعدة أسباب:

 التعليم الفردي يركز على طفل واحد في مهارة واحدة.
 التعليم المدرسي يقدم عدة مهارات في الحصة لعدد من التلاميذ أكثر من نصفهم لا يشاركون في الحصة، فما بالك بطفل يأخذ زمن أربعة أطفال في الإجابة.
 التعليم الفردي يجعل الطفل أكثر تركيزا وانتباها.
 في التعليم المدرسي يتشتت الطفل كثير لأن المعلم لا يمكنه التركيز عليه فقط مع وجود أكثر من عشرين طفلا معه.
 التعليم الفردي المستمر يهتم بتنمية الذاكرة من خلال الاسترجاع الدائم والمستمر والربط بين المعلومات.
 التعليم المدرسي لا يمكنه ذلك لأن المعلم له وقت محدد لمهارات محددة دون مراعاة نوعية الأطفال.
في المقالات القادمة سنحاول إن شاء الله- أن نبين لماذا ننصح بالتعليم الفردي؟ وما هي الطرق التي يمكن نعلم بها أبناءنا؟


التعليم الفردي ح2

تحدثنا في الحلقة الأولى عن المعاناة والألم الذي ينتاب الأهل، وكذلك عن الحلقة الدائرة التي تحقق الأمان للطفل والمتمثلة بالبيت والمدرسة والفريق الطبي والتعليم الفردي.
واليوم سنحاول أن نبين لماذا لا بد من التعليم الفردي الدائم والمستمر مع التعليم الدمجي.
إن الطفل الذي لديه مشاكل في التعلم ناتجة عن الفروق الفردية، وكذلك الناتجة عن مستوى الميول والقدرات المختلفة بينه وبين العاديين.
التعليم الفردي يساعد الطفل من التغلب على الكثير من مشكلاته، سواء كانت هذه المشكلات الناتجة من سوء التكيف، أو الناتجة من الحالة الاجتماعية أو الناحية الانفعالية، أو من القدرات الذكائية.
كما إن هذا الطفل يحتاج لزمن أطول من العاديين ليجتاز مهارة معينة، في وقت محدد، مما يسبب له الإرهاق والشعور بالفشل، ولكن من خلال التعليم الفردي نجد أن المدرب أو الأخصائي لديه طفل واحد، ووقت يناسب مع ما يقدمه للطفل وتناسب ذلك مع قدرات وميول الطفل.
التعليم الفردي يساهم بدرجة كبيرة على اجتياز الإحباط والفشل الذي يشعر به الطفل، وذلك ناتج لعدة أمور منها تقسيم المهارة الكبرى لعدة مهارات صغيرة، ولأن التعليم خاليا من الأقران العاديين الذين يكونون أسرع منه بكثير في اجتياز المهارة، فهو في التعليم الفردي وحده بعيدا عن الضغط النفسي وبعيدا عن مقارنة نفسه بغيره.
التعليم الفردي يهتم بالتدرج من البداية بغض النظر عن المرحلة التي فيها الطفل، همه أن يوصله للمستوى المطلوب بطريقة صحيحة.
فمثلا طفلا في الصف الثالث لا يعرف كيف يقرأ كما أنه يجهل بعض الحروف الهجائية، وكيفية قراءتها بالحركات، يبدأ معه الأخصائي من البداية من الأصوات وكيفية قراءتها، وكيفية قراءة الكلمة فالجملة، ويستمر معه حتى يصل لكيفية القراءة بسلاسة، وكذلك تدريبه للاستفادة من القراءة في اكتساب المعلومات.
فالأخصائي هو أقرب شخص للطفل خاصة في المجال التعليمي، وهو الأقدر على تحليل شخصية الطفل ومعرفة مداخله بحكم قربه منه، هذه الأمور تجعل الأخصائي يضع البرنامج الذي يتناسب معه، ويطوره ويحوره ويغيره بسبب المستجدات التي تظهر على الطفل.
يهتم الأخصائي بوضع الأهداف العامة التي يريد من الطفل الوصول إليها، وبعد ذلك يضع الخطط والبرامج، مع التغير المستمر الناتج عن تحقق الأهداف الأساسية.
التعليم الفردي ينمي شخصية الطفل، ويجعله قادرا على الاعتماد على ذاته، وتحمل بعض المسؤولية، والاستفادة من الوقت باللعب المفيد، القراءة الإثرائية، الرسم، الحرف الإبداعية وغيرها.
العلاقة بين الأخصائي والطفل تكون قوية، حيث يشعر الطفل أن الأخصائي هو من فتح له الطريق ليفهم ما حوله، وهو من قدم له سبل النجاح، لذا نجد تعلق الطفل بالأخصائي الذي يهتم بحالته ويعالج مشكلاته.
تمنياتي لكم بالاستفادة
الحلقة القادمة ستكون عن طرق تعليم الطفل الذي يعاني من بطء تعلم.


التعليم الفردي ح 3
وعدناكم في الحلقة الثانية أننا سنتحدث عن طرق التعلم، ولكن طرق التعلم تختلف من مهارة إلى مهارة أخرى لذا سنطرح طريقة تعليم اللغة وتركيب الجمل بشكل مبسط، وذلك لأن اللغة لدى هذه الفئة يشوبها الكثير من الأخطاء، بالإضافة للتركيب والترابط في موضوع واحد.
من المهم زيادة الثروة اللغوية لهذه الفئة، وزيادة اللغة لابد أن تكون مع التوضيح والشرح ومشاركة الجميع في استخدامها وذلك ليتمكن من تعلم الكثير من المهارات والقدرة على فهمها، وذلك من خلال التطوير اللغوي المستمر.
كيف يمكن للوالدين زيادة الحصيلة اللغوية للطفل الذي يعاني من مشكلات في اللغة؟
الوالدان يعدان أهم أركان في اكتساب اللغة السليمة والصحيحة للأبناء، ويتم ذلك من خلال الحوار والاستماع والتصحيح، وبسبب الصلة الوطيدة بينهم يكتسب الأبناء اللغة التي تشبه لغة والديهم.
طرق زيادة المفردات اللغوية:
 من خلال الموجودات داخل البيت، فهذه تمثل مجسمات مثل: كرسي، طاولة، ثلاجة، تلفون... وغيرها.
 كما أن هذه المفردات تزداد من خلال الصور المفردة، ونقصد بالصورة المفردة كصورة كرسي ليس فيها غير الكرسي.
 كما أن المفردة لابد أن تكون في صورة مجموعة، كرسي وسط حديقة فيها شجر وطاولة وغير ذلك.
 تجميع المفردة من خلال الصور، إعطاء الطفل العديد من الصور فيها صور خاصة بالمفردة، ثم يطلب منه اكتشاف المفردة في الصور التي لديه.

من خلال زيادة المفردات يمكن تكوين الجمل، وذلك من خلال اكتساب الطفل بعض الأفعال، على أن تكون ممثلة.
مثل: (جلس) تمثل أمامه جلس خالد، جلس فهد، جلس هيثم، ثم نستخدم اسمه بعدما يمثل العديد فعل الجلوس، ونقول له: جلس (اسمه) على الكرسي.
مع الحرص على استخدام الحروف الرابطة دون أن نتعرض لها، حتى تبدو سليقية لديه بعد اكتسابه الكثير من الجمل، بعد ذلك يبدأ التصحيح في استخدامها.
مع الاستمرار في الزيادة للمفردات، سنجد أن الطفل اقترب من تكوين الجمل، ولكن هذا لا يتم بيوم وليلة بل يحتاج للاستمرار والمتابعة وعدم اليأس حتى لو كان ذلك لسنتين أو ثلاث.
فالطفل الذي لديه مشكلات في اكتساب اللغة يشعر بنظرة اللذين حوله لذا يجب أن ننمي إرادة الطفل للتعلم.
على أمل أن تكون الحلقة القادمة كيفية علاج الضعف الإملائي.


التعليم الفردي ح 4

علاج الضعف الإملائي
الكتابة العربية قريبة بدرجة كبيرة من النطق، ولكن التشابه في بعض الأمور أدى لمشكلات إملائية عند أغلبية الناس، فنجد الكثير من الذين أنهوا تعليمهم مازالوا يخلطون بين الحركات و المدود، والهمزات وطريقة كتابتها، نقط التاء المربوطة التي قلبت إلى هاء.
وهذا يقودونا إلى أهم المشكلات الإملائية التي يقع فيها تلاميذ المدارس من فئة صعوبات التعلم وبطء التعلم، وسوف نتحدث عن علاج المشكلات بشكل يتيح للأهل مساعدة أبنائهم في تجاوز المشكلات الإملائية.
المشكلات:
 تشابه الأصوات مثل: التاء والدال، الظاء والضاد، الثاء والسين، الراء واللام، العين والهاء.
يجب تدريب الإدراك السمعي للطفل وكذلك لابد من وضوح مخارج المعلم وذلك ليستطيع الطفل تمييز الصوت.
 الحذف:
يحذف بعض الأطفال الأصوات في الكلمة قد تكون أولها أو وسطها أو آخرها.
وعلاج ذلك عن طريق تدريب الطفل على تقطيع الكلمة شفويا عندما ينطقها ثم يكتبها كجزئيات متصلة، ومن خلال الاستمرار سنجده تجاوز الكثير من هذه المشكلة.
 عدم كتابة المدود:
علاج هذه المشكلة سيكون عبر طريقتين. وهما:
تعويد سمعه على التفريق بين المد والحركة، وكذلك استخدام أصابعه لمعرفة الزمن الذي يحتاجه المد مقارنة بالوقت الذي تحتاجه الحركة.
توضيح الكلمة التي فيها مد بإطالة الصوت أكثر ويبدأ بالتقليل بمد الصوت تدريجيا حسب اكتسابه للمهارة ليصل للزمن الأصلي للكلمة.
 مشكلة اللام الشمسية:
يحذف الأطفال اللام مع كتابة همزة الوصل فقط، وهنا لابد من توضح الكلمة مرة مجردة من الـ ومرة مقترنة بال مع نطقها ببطء حيث توضح اللام ثم نطقها بالهمزة فقط وبالشكل الصحيح، ومع الاستمرارية سيبدأ الطفل في معرفة طريقة نطق الكلمات التي بها لام شمسية وكيفية كتابتها.
 التاء المربوطة والتاء المفتوحة:
لابد من علاج هذه المشكلة من خلال الممارسة وتطوير الإدراك السمعي لدى الطفل، تنطق التاء مرة ساكنة ومرة محركة مما يعطي الطفل تصورا عن طريقة كتابتها.
هذه أكثر المشكلات التي عانيها هؤلاء الطلاب، ولكن هناك مشكلات أخرى تحتاج لمساعدة لغويين ووضع برامج تصحح الأخطاء التي يقعون فيها.
من أهم الطرق للتطوير الإملائي وعلاج مشكلاته هو الاستمرارية دون كلل أو ملل، وذل بكتابة ملا يقل عن جملتين يوميا، وبذلك سيصل الطفل للمستوى الذي يتناسب مع الصف الذي ينتمي له.



الأخصائية نور النهدي
سمعيات و تأهيل نطق



hgph[m ggjugdl hgtv]d