أهمية اللغة والسمع

كانت اللغة وما زالت أهم ما وصل إليه الإنسان من وسائل التفاهم، لما تمتاز به من اليسر والوضوح ودقة الدلالة، لذلك فهي تؤدي لكل من الفرد والمجتمع عددا من الوظائف المهمة في جميع شؤون حياته.
تعريف علم اللغة:
واللغة هي: الألفاظ الدالة على المعاني، والأصوات التي يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، كما أنها نظام من الرموز المنطوقة المكتسبة تستخدمه جماعة معينة من الناس بهدف الاتصال وتحقيق التعاون بينهم.
لقد ظهر تحديد علم اللغة حين أعلن دي سوسير أن موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هو اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها، ويتضح أن علم اللغة لا يدرس لغة معينة وإنما يشمل كل ظواهر الكلام الإنساني، سواء كان أصحابه متحضرين أم بدائيين، فاللغة التي يبحث فيها هذا العلم، ليست هي اللغة العربية، أو الإنجليزية، أو الألمانية، وإنما اللغة التي تظهر وتتحقق في أشكال لغات كثيرة، ولهجات متعددة، وصور مختلفة من صور الكلام الإنساني، فمع أن اللغة العربية تختلف عن الإنجليزية، وهذه تختلف عن الألمانية، فإن هناك أصولا وخصائص جوهرية، تجمع بين هذه اللغات من جانب، كما تجمع بينها وبين سائر اللغات، وصور الكلام الإنساني، من جانب آخر، وهو أن كلا منها لغة، أو نظام اجتماعي معين تتكلمه جماعة معينة، بعد أن تتلقاه عن المجتمع، وتحقق به وظائف معينة، وينتقل من جيل إلى جيل، فيمر بأطوار من التطور، متأثرا في ذلك بسائر النظم الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والدينية، وغير ذلك، وسواء كان ذلك في فترات قديمة أم حديثة. وعلم اللغة يتطلب الاستعانة بعدد من العلوم كالتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع العام وعلم الأجناس البشرية وعلم وظائف الأعضاء وعلم التشريح، وأن تقتصر الاستعانة بهذه العلوم بحيث لا تسيطر مناهجها على علم اللغة.
مستويات علم اللغة:
" مستويات علم اللغة أربعة: مستوى الصوت، ومستوى البناء، ومستوى التركيب، ومستوى الدلالة.
وعلماء اللغة يلفتون إلى أن هذه المستويات والمسائل ترتبط معا ارتباطا وثيقا، بحيث لا يجوز الفصل بينها، لأن كلا منها يعتمد على الآخر في بحثه ونتائجه، وهي تشكل الإطار العام لعلم اللغة".
وللغة وظيفة أساسية تؤدي ثلاثة أغرض هي: الاتصال، والتفكير، والتسجيل. ووظيفة اللغة حقيقة اجتماعية وحلقة في سلسلة النشاط الإنساني المنتظم، فهي وسيلة اجتماعية وأداة للتفاهم بين الأفراد والجماعات.
خصائص اللغة بصفة عامة، ووصفها بأنها ظاهرة إنسانية مهمة:
1- "اللغة صوتية: تشير هذه الخاصية إلى أن الطبيعة الصوتية للغة هي الأساس، بينما يجيء الشكل المكتوب لها في المرتبة التالية من حيث الوجود. وتعد الأصوات مادة اللغة الإنسانية، ولا مدلول لهذه الأصوات ما لم تنظم في وحدات أو كلمات. ولا يمكن التعرف على الدلالة وفهم الملفوظ ما لم ترتب الألفاظ من خلال جهاز النطق، وتنتقل إلى أذن السامع حتى يمكن تحليلها والتعرف على المقصود منها.
2- اللغة نظام: تخضع كل لغة لنظام معين في ترتيب كلماتها، ويتم هذا الترتيب في تكوين الجمل والعبارات، فإذا اختل هذا النظام في ناحية من نواحيه لم يحقق الكلام الغرض منه وهو الإفهام. لهذا فليست اللغة في حقيقة أمرها إلا نظاما من الكلمات التي ارتبط بعضها ببعض ارتباطا وثيقا تحتمه قوانين معينة لكل لغة. غير أن اللغات في ترتيب الكلمات في الجمل لا تساير الترتيب المنطقي العقلي، وإنما تخضع لعادات لغوية أو منطق لغوي لا ينتظم إلا لأبناء البيئة اللغوية. وهذا يعني أن لكل لغة نظامها الخاص بها، وبالتالي لها استقلالها وتميزها عن اللغات الأخرى".
أهمية السمع لتعلم اللغة:
عندما يسمع الإنسان يكتسب لغة مسموعة، وعندما يحاول تقليدها فهو يستخدم لغته المسموعة ليكون لغة منطوقة يعبر بها عما يريد. لذا "تعبر حاسة السمع أهم للإنسان من حاسة البصر، لأن الفرد الأعمى يعتبر معزولا عن عالم الأشياء، أما الفرد الأصم فإنه يعتبر معزولا عن عالم البشر. إن مشكلة الصم البكم أكبر بكثير من مشكلة المكفوفين؛ فهؤلاء لا يمنعهم فقد البصر من اكتساب لغة وهم أطفال، ولكن الذين يولدون وهم فاقدو السمع أو يفقدونها في طفولتهم المبكرة تواجههم صعوبة كبيرة للغاية في عدم قدرتهم على سماع أصوات لكي يخرجوها وعدم قدرتهم على فهمها، لذلك نجدهم عاجزين عن النطق إذا لم تكتشف وتعالج حالتهم وهم أطفال".
كما إن التكيف الاجتماعي لا يأتي من فراغ، فهو بحاجة للتفاعل مع الآخرين في جوانب مهمة تعتمد في أغلبها على السماع. "ومن الخصائص المهمة التي جعلت السمع أهم للإنسان من البصر من حيث التكيف مع البيئة المحيطة؛ هي أن الفرد يستطيع أن يرى الأشياء التي تقع في مجاله البصري فقط أي في نطاق رؤيته، بينما يستطيع سماع الأصوات التي تقع خارج مجاله البصري أي أبعد من نطاق رؤيته"{قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون} ولعل أفضل دليل يبين لنا أهمية السمع على البصر لدى الإنسان؛ القرآن الكريم حيث قدم السمع.
{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } قال الله تعالى في كتابه : كما و قال : ،{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سمعياً بصيرًا}،
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ))
في كل الآيات القرآنية الكريمة يقدم الله سبحانه وتعالى السمع على البصر، ولا نكاد نجد آية قدم فيها البصر على السمع، ذلك لأن السمع أعظم وأهم من البصر ذاته على عظم أهمية نعمة البصر.
جهاز السمع:
إن الإنسان يستخدم الجهاز الصوتي – النطقي– للحديث، كما أنه يستخدم الجهاز السمعي للاستماع. وعلى هذين الجهازين يتعلم اللغة. وجهاز السمع هو الأساس في اكتساب اللغة ومنه يستطيع الإنسان الاستماع للحديث مما يجعله يتواصل مع غيره، ويعبر عما يريد. والوظيفة الأساسية لجهاز السمع استقبال الاهتزازات الأكوستيكية، وتحويلها إلى إشارات تنتقل عبر عصب السمع إلى المخ، وتشكل هذه الإشارات ذات الطبيعة المعقدة عالم الصوت الذي ندركه.
وللسمع جانبان وهما: الجانب التشريحي الوظيفي، وجانب استجابة الأذن وحكمها على المثيرات الصوتية المختلفة التي تتلقاها.
ويتكون جهاز السمع من الأذنين، ولكل أذن ثلاثة أجزاء وهي:
1- الأذن الخارجية: وتشكل صوان الأذن، والقناة السمعية الخارجية وتنتهي عند طبلة الأذن. وظيفتها جمع الأصوات.
2- الأذن الوسطى: وهي قناة عظمية غضروفية بها غشاء الطبلة، وعظام الأذن الثلاثة: المطرقة، الركاب، السندان. ووظيفتها نقل الأصوات إلى الأذن الداخلية.
3- الأذن الداخلية: وهي مكونة من جهازين مختلفين تمام الاختلاف:
* جهاز السمع المستقبل للأصوات؛ والذي ينقلها بواسطة العصب السمعي إلى المخ –الدماغ-.
* جهاز للتوازن وهو جهاز معقد أيضا، وبوسطه قنوات هلالية متصلة ببعضها وبداخلها شعيرات، تستطيع الأذن أن تميز أي حركة، أو اهتزاز، أو تغيير في وضع الجسم، فترسل بذلك إشارات إلى الدماغ، حيث يستقبل هذه المعلومات، ويسجلها، ويستفيد منها، ثم يرسل أوامره إلى الجسم، والعضلات لتوائم هذا التغيير.
"تعتبر الأذن من الأعضاء الحسية الأكثر تعقيدا؛ وللأذن وظيفتان هما:
الأولى: عضو مستلم للأمواج الصوتية يدرك بها الإنسان الأصوات المختلفة (السمع).
الثانية: السيطرة على التوازن (الاتزان)" .
تكوين الأذن:
1- الأذن الداخلية عند الأجنة:
تتكون الأذن الداخلية من الطبقة الجرثومية الخارجية (الاكتودرم).. ويبدأ تكوينها مبكرا جدا، إذ تبدأ في اليوم الثاني والعشرين –أي بداية مرحلة المضغة–، كثخانة من سطح الطبقة الخارجية (الاكتودرم) على جانبي موقع المخ المؤخري.
وتتحول هذه الثخانة في الأسبوع الرابع إلى حفرة، ثم إلى حويصلة، وتعرف بحويصلة السمع oticvesicle.
وفي الأسبوع الخامس تنقسم هذه الحويصلة السمعية إلى قسمين. هما:
1- قسم أمامي، ويتحول إلى كيس صغير (كييس saccule)، وقناة القوقعة cochlear duct.
2- قسم خلفي سرعان ما يصبح العييبة –وهي تصغير عيبة أي قربة–، والقنوات نصف الدائرية –الهلالية– sembranous canals، والقناة اللمفاوية الداخلية endo lymphatic.
وتعرف هاتان المجموعتان بالتيه الغشائية membranous labyrinth، ثم يحاط هذا التيه الغشائي بالعظام، ويعرف عندئذ بالتيه العظمي bonylabyrinth، ويفصل بين التيه والغشائي باحتان ضيقتان بهما سائل لمفاوي.
وفي أثناء تكون الحويصلة السمعية تنفصل منها –أي الحويصلة السمعية– مجموعة من الخلايا مكونة عقدة التوازن stato acoustic ganglion، وتغذي عقدة السمع جهاز كورتي للسمع الذي يتكون من القوقعة، كما تغذي عقدة التوازن الموجود في القنوات نصف الدائرية semicircu lar canals، و الكييس saccule، و العييبة utricle.
وفي الأسبوع السابع تستطيل قناة القوقعة، ثم تنطوي على محورها إلى أن تكمل دورتين في منتصف الأسبوع الثامن، ويتكون شريط داخل قناة القوقعة يفصلها إلى جزأين. هما: الدهليز scala vestibuli، السمعي scala tympani. وذلك في الأسبوع العاشر.
وعلى هذا الشريط والذي يدعى الغشاء القاعدي، تتكون الشعيرات السمعية المتصلة بعقدة السمع، وهذه الشعيرات السمعية وما يتصل بها من عصب ليست إلا امتدادا من الدماغ المؤخري.
ويعرف جهاز السمع الداخلي هذا المكون من الشعيرات السمعية وما يحيط بها من أغشية باسم عضو كورتي على اسم مكتشفها.
ويتكون جهاز التوازن من القنوات الهلالية، و الكييس، و العييبة أو الشكوة، وتظهر القنوات الهلالية في الأسبوع السادس، ويظهر جهاز التوازن في الأسبوع السابع، كما تظهر العييبة أو الشكوة و الكييس بوضوح في الأسبوع السادس.
ويتصل كل من جهاز السمع وجهاز التوازن بالعصب السمعي –الدهليز– وهو العصب الرأسي الثامن، والذي يصب في المخ المؤخري.
2- الأذن الداخلية بعد الولادة:
وتتكون الأذن منذ خلق الإنسان في بطن أمه، كما يمكنه أن يسمع قبل ولادته، ثم يبدأ بتعلم اللغة من خلال السمع منذ ولادته.
فالإذن الداخلية تحتوي على الأعصاب الحسية الخاصة بالسمع والموجودة بالقوقعة، والأعصاب الحسية الخاصة بالاتزان الموجودة في القنوات الهلالية، والدهليز. وتمتلئ الأذن الداخلية بسائل لزج يسمى العصارة الليمفاوية الداخلية، وهي في ذلك تختلف عن كل من الأذنين الخارجية والوسطى اللتين تمتلئان بالهواء.
والقوقعة هي أولى مكونات الأذن الداخلية، وتتركب من قناة مليئة بالعصارة الليمفاوية، تلتوي مكونة ما يشبه صدفة القوقع. وتبدأ قناة القوقعة بفتحة تعرف بالفتحة البيضاوية، وهي مغطاة بغشاء تنغمس فيه عظمة الركاب. وتنتهي تلك القناة بفتحة تعرف بالفتحة الدائرية، وفي الجزء المركزي من قناة القوقعة يوجد تركيب الغشاء القاعدي، ينغمس فيه عضو حلزوني يسمى عضو كورتي، وهو العضو المسؤول عن السمع؛ إذ يتكون من العديد من الخلايا الشعرية وغشاء حساس، مكون من مادة جلاتينية تنغمس فيه أهداب تلك الخلايا.
فعند اهتزاز عظمة الركاب يهتز غشاء الفتحة البيضاوية ناقلا الموجات إلى العصارة الليمفاوية الداخلية، وهي تنقل بدورها الموجات إلى الغشاء الحساس، ومنه إلى الخلايا الشعرية التي تحث النهايات العصبية فترسل إشارات عصبية إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث يتم تحليل الأصوات وترجمتها.
أما القنوات الهلالية و الدهليزية، فهما المسؤولان عن الاتزان في الأذن الداخلية، ويمتلآن بالعصارة الليمفاوية الداخلية أيضا، وتتكون القنوات الهلالية من ثلاث قنوات متعامدة، يوجد عند قاعدة كل منها انتفاخ؛ بداخله خلايا شعرية تنغمس أهدابها في مادة جلاتينية مخروطية الشكل.
وآخر تركيبات الأذن الداخلية هو الدهليز، وهو عبارة عن غرفة عظمية تقع بين القوقعة والقنوات الهلالية، وهو يحتوي على خلايا شعرية تنغمس أهدابه في كتلة جلاتينية مستديرة الشكل. فإذا حنى الإنسان رأسه، اهتز سائل الدهليز، وتحركت معه الكتلة الجلاتينية عن مكانها، الأمر الذي يتسبب في إثارة الخلايا الشعرية التي ترسل بدورها إشارات إلى المخيخ عبر الألياف العصبية فيشعر بوضعه الجديد إزاء الجاذبية الأرضية.
ويتم السمع في الإنسان عن طريق الأذن أساسا، إلا أنه توجد طريقة أخرى لسماع الأصوات، وهي طريقة التوصيل العظمي، حيث تنتقل الاهتزازات إلى عظام الجمجمة. وتستخدم هذه الطريقة لمساعدة ضعاف السمع على التقاط الأصوات.
3- تكوّن الأذن الوسطى عند الأجنة:

تتكون الأذن الوسطى من غشاء الطبلة، وعظام الأذن الثلاثة: المطرقة، والركاب، والسندان. ووظيفتها نقل الأصوات إلى الأذن الداخلية.
ويتكون غشاء الطبلة من الطبقة الداخلية –الانتودرم– كامتداد لجيب القوس البلعومي الأول، والذي يظهر في الأسبوع الرابع. ويلي هذا الغشاء طبقة رقيقة آتية من الميزودرم –الطبقة المتوسطة– المحيطة بالأقواس البلعومية، ثم يليه غشاء مكون من امتداد الجلد أي الطبقة الجرثومية الخارجية –الاكتودرم-.
وتتكون عظام الأذن الوسطى من: المطرقة والسندان: ويتكونان من امتداد غضروف القوس البلعومي الأول أي قوس الفك السفلي. الركاب: ويحيط بهذه العظام خلايا من الطبقة الداخلية –الانتودرم– التي تبطن الجيب البلعومي الأول.
وقرب نهاية الحمل وفي الشهور الأولى بعد الولادة يتسع التجويف الطبلي نتيجة امتصاص النسيج الضام المحيط بالعظام، فتصبح العظام حينئذ قادرة على الحركة لدى أي اهتزاز. ومع هذا فمن الثابت الآن أن الجنين يستطيع السمع في الشهر الرابع.
4- الأذن الخارجية:
تتكون الأذن الخارجية من صوان الأذن، والقناة السمعية الخارجية. ووظيفتها تجميع الأصوات التي تنتقل عبر القناة السمعية الخارجية إلى طبلة الأذن، فإذا اهتزت طبلة الأذن نتيجة الموجات الصوتية، انتقلت هذه الذبذبات عبر عظيمات الأذن التي تنقلها إلى الغرفة السمعية في الأذن الداخلية –في قوقعة الأذن– حيث تؤثر على الشعيرات السمعية فتنقلها عبر عصب السمع إلى الدماغ الذي يستطيع تمييز هذه الأصوات ومعرفة مصدرها وصاحبها –سبحان الله–، كما أن الله وهب الإنسان القدرة على فهم واستيعاب وتسجيل ورصد هذه الأصوات.


1- صوان الأذن:
يتكون صوان الأذن من جملة نتوءات من الجيب البلعومي الأول والثاني، وتبدأ هذه النتوءات بجانب فتحة الأذن الخارجية –الصماخ– في الأسبوع السادس، وتتحد هذه النتوءات وتستدير لتكون شكل صوان الأذن.
وجميع هذه النتوءات مصدرها الطبقة الجرثومية المتوسطة –الميزودرم– الموجودة في القوسين البلعومين الأول والثاني، وتغطي بعد ذلك بالجلد وهو من الطبقة الجرثومية الخارجية الاكتودرم.
عمل الصماخ في حياة الإنسان بعد الولادة: نجد الشعيرات التي تقوم بدور مهم في حماية طبلة الأذن بالاشتراك مع المادة الصمغية التي تفرزها غدد معينة، وبالإضافة إلى وظيفته الواقية للطبلة يقوم الصماخ بوظيفة ثانية وهي توصيل الاهتزازات الأكوستيكية إلى طبلة الأذن، أما الوظيفة الثالثة له فتتمثل في قيامه بوظيفة غرفة رنين تتولى تضخيم الموجات الصوتية عند الترددات القريبة من ترددها الطبيعي، وبذلك تتمكن الأذن من تمييز بعض الأصوات التي ما كنا لندركها لو أن طبلة الأذن كانت ظاهرة على السطح، كما يحمي الصماخ الطبلة، ويجعل الحرارة والرطوبة مناسبة، كما يجعل الطبلة بمأمن من الظروف الخارجية.
2- قناة السمع الخارجية:
تصل قناة السمع الخارجي ما بين صوان الأذن وطبلة الأذن، وتتكون من بطانة الشق البلعومي الأول الذي يمتد على هيئة قمع حتى يصل إلى غشاء الطبلة.
وفي البداية تكون هذه القناة مقفلة نتيجة امتلاءها بالخلايا، مكونة ما يعرف باسم سدادة الصماخ، ثم تمتص هذه السدادة وتزاح في الشهر السابع.
لذا من المهم أن نتعرف على ضعاف السمع بشكل يناسب الدراسة اللغوية. ترى الباحثة أن الأمور تضطرب عند ضعاف السمع، فمشكلتهم كبيرة جدا إذ أنهم يولدون وهم فاقدون لحاسة السمع، أو يفقدونها في طفولتهم المبكرة، فتواجههم صعوبة كبيرة للغاية في أنهم لا يسمعون الأصوات لكي يتمكنوا من إصدار مثيلاتها ومن فهمها، ولذلك يظلون عاجزين عن النطق إذا لم تعالج حالاتهم منذ سنواتهم الأولى، فإذا وجد عند فحصهم أن لديهم مقدرة ولو ضئيلة جدا على السمع، فإن مشكلتهم تهون لتوفر الأجهزة الإلكترونية التي تكبر الصوت آلاف المرات ليصل إلى الدقة المطلوبة.




الأخصائية نور النهدي
ماجستير سمعيات



Hildm hggym ,hgslu