تواضع الحبيب وحياؤه

من الأدب النبوي : التواضع والحياءوالشجاعة

( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة العبد، و كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ، كان يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ،ويبارك عليهم ويطعمهم التمر الممزوج بريقه ، فيكون ريق النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يدخل بطن الطفل. وكان يقول لخادمه : ألك حاجة ، وكان يمشي بقدميه إلى جوار الراكب على فرسه وكان يركب الحمار.
وكان يوم بني قريظة يركب على حمار لجامه حبل من ليف وبردعته من ليف،
وكان يدعى الي خبز الشعير و( الربيت ) فيجيب الدعوة . وحج على رحل رث وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم فقال : اللهم أجعله حجا لا رياء فيه ولاسمعة . وعندما فتحت له مكة ودخلها بجيوش المسلمين طأطأ رأسه على رحله حتى كاد وجهه الشريف يمس ظهر دابته تواضعا لله تعالى . وكان يساعد زوجاته في البيت، و يحلب شاته ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويخدم نفسه ، وينظف البيت ، ويعقل البعير ويعلفه ، ويأكل مع الخادم ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق . وعن انس : إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت حتى تقضي حاجتها . وقال لرجل إرتجف من هيبته هون عليك انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ( اللحم المجفف

( 2 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءا من العذراء في خدرها ،
وكان أصبر الناس على أقذار الناس وإزعاجهم ، وكان صلى الله عليه وسلم يسبق من لقيه من أصحابه بالسلام ، ويسلم على النساء والصبيان تأديباً لهم وتعليماً لمعالم الدين ورسوم الشريعة ، وإذا سلم عليه أحد رد عليه كتحيته أو بأحسن منها ولم يرد على أحد السلام بإشارة من يده أو برأسه ، وكان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسح على رأسه ودعا له .
وكان يحب لله ويبغض لله ، ولم يغضب لنفسه قط ، وكان يحب أن يظهر العبد نعمة
الله عليه ويكره البؤس والتباؤس ،

( 3 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن
الناس صورة وسيرة ، وأجود الناس بكل ما ينفع ، و كان أكملهم شرفاً وأيقظهم قلباً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً وجديرا بأن يكون أسمحهم صلة وأنداهم يداً وكان أشجع الناس و أقواهم قلباً وأجودهم في الحرب و البأس فكان الشجاع منهم الذي يلوذ بجانبه عند التحام الحرب وما ولى قط منهزماً ولا تحدث أحد عنه بفرار ، وقد جمع صفات القوى كلها، واكتساب الفضائل وتجنب الرذائل والجود وأمهات الأخلاق الفاضلة.




j,hqu hgpfdf ,pdhci