يجزن ويفرح رسول الله


من الأدب النبوي : الحزنوالفكاهة

( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فضل لا فضول، ولا تقصير، دمث الخلق ليس بالجافي ، يعظم النعمة وإن دقت، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء ، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا ضحك غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام ( بياض ولمعان الأسنان) .
( 2 ) كان النبي صلى
الله عليه وسلم من أفكه الناس أي من أمزحهم إذا خلا بنحو أهله،وقالت السيدة عائشة : إني لطخت وجه سودة بحريرة ، ولطخت سودة وجه عائشة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضحك ( والحريرة هى الحساء المصنوع من البن والدقيق)

وأتى رجل للنبي صلى الله
عليه وسلم ليعطيه دابة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا حاملوك على ولد ناقة فقال يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الابل إلا النوق. واستأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا على رسول الله فلما دخل تناولها ليلطمها وقال ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه وخرج أبو بكر مغضبا فقال رسول الله حين خرج أبو بكر كيف رأيتني أنقذتك من الرجل . وعن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا يهدي النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دميما فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره فقال أرسلني من هذا فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله أنت غال . وعن عائشة قالت حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ذات ليلة حديثا فقالت امرأة منهن يا رسول الله كأن الحديث حديث خرافة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرين ما خرافة إن خرافة كان رجلا من عذرة أسرته الجن في الجاهلية فمكث فيهم دهرا طويلا ثم ردوه إلى الانس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس حديث خرافة. وأتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع لي أن يدخلني الله الجنة قال يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز فولت العجوز تبكي فقال أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز فان الله تعالى يقول إنا إنشأناهن إنشاء فجعلناهن إبكارا، و قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال إني لا أقول إلا حقا تداعبنا يعني تمازحنا .
( 3 ) حديث زيد بن أسلم: في قوله لامرأة يقال لها أم أيمن قالت إن زوجي يدعوك
قال "ومن هو أهو الذي بعينه بياض؟ " قالت: والله ما بعينه بياض! فقال "بلى إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال صلى الله عليه وسلم "ما من أحد إلا وبعينه بياض" وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
( 4 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يبهج
أصحابه ويداعبهم ويمازح النساء والعجزة ،وكان يرخم اسماءهم ويدللها ويطلق عليهم الألقاب المحببة مثل : أبا هر ، وأبا تراب ، وعائش ، وكان يعود المرضى ويشيع الجنائز ، ويجيب دعواتهم، وكان يستدين ليطعم ضيفه ويكسوه الملابس .



;dt ;hk d[.k ,dtvp vs,g hggi