أثبتت التجارب التي أجراها مركز بحوث الغاب بالتعاون مع نقابة المهندسين الزراعيين ومديرية الزراعة بطرطوس في حقول بعض المزارعين بالمحافظة نجاح زراعة الوردة الشامية وإمكانية إكثارها في البيئة الساحلية.

وأخذت الوردة الشامية اسمها من موطنها الأصلي دمشق "الشام" وانتقلت زراعتها إلى بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان والمصريين ثم إلى أوروبا خلال الحروب الصليبية.

وتعود زراعة هذه الوردة التي لقبت الشاعرة الإغريقية "سافو" دمشق على اثرها "بملكة الأزهار" إلى آلاف السنين وتتميز بمجموعة خصائص أهمها الإزهار الغزير والرائحة العطرية المركزة والألوان الفاتحة ومقاومتها للصقيع والأمراض الفطرية.

وأشار المهندس أديب بنود من مركز بحوث تطوير الغاب إلى الجهود المبذولة من قبل عدد من المهندسين والمزارعين في محافظة طرطوس لاعادة احياء هذه الوردة نظرا لاهميتها التاريخية عبر العصور ورمزيتها.

وقام المركز بتهيئة حقلين في منطقة الشيخ بدر بهدف تشجيع الفلاحين على زراعتها وخاصة بعد النتائج التي تم الحصول عليها بخصوص الانتاج والتسويق المطلوب عالميا في قرية المراح التابعة لريف دمشق حيث تتمتع الوردة الشامية بجدوى اقتصادية جيدة بالنسبة للمزارعين.

وقال بنود إن المركز نفذ دورات تدريبية لتزويد الفلاحين بطرق زراعتها وتسميدها وكيفية حمايتها من الأمراض والآفات بغية تشجيعهم على زراعتها.

وأضاف أن العام الماضي شهد زراعة الوردة الدمشقية لأول مرة في منطقة الغاب نظراً لتوافر الظروف البيئية المناسبة والجدوى الاقتصادية منها حيث ان الدونم الواحد يحقق مردودا يصل إلى من 60 ألف ليرة في حين يتجاوز سعر اللتر الواحد من الزيت العطري المستخرج منها الـ 2 مليون ليرة.

وأوضح مدير مركز بحوث الغاب أن إنتاج الوردة والعناية بها يتركز في شهري نيسان وأيار بمعدل ساعتين يوميا لافتا إلى أهم الامراض التي تصيب الوردة ومنها الصدأ والبياض الدقيقي الذي يضرب المجموع الخضري فيها ولايسبب اي تأثيرات على الأزهار والبتلات.

بدوره أشار علي صقر نقيب المهندسين الزراعيين بطرطوس إلى أهم العوامل التي من الممكن أن تشجع المزارعين على التوسع في زراعة هذا المحصول مثل إدراج تمويل زراعة وخدمة الوردة الدمشقية كمحصول اقتصادي في جدول احتياج المصرف الزراعي التعاوني مثل الأشجار المثمرة ومنح المزارعين القروض اللازمة لاستصلاح الأراضي وتمويل تجهيزات ومعدات التقطير واستخلاص الزيوت العطرية.

وبين صقر أن للوردة استخدامات طبية كثيرة حيث يستعمل الزيت العطري كمواد قابضة للأنسجة لمنع النزيف والغرغرة ويستخدم مغلي الثمار مع البذور لمعالجة الحصى والرمل في الكلى.

من جهته أكد المهندس وائل محسن العجي من منطقة "الشيخ بدر" أول من قام بتنفيذ تجربة زراعة هذه الوردة بالمحافظة أنه من الممكن تبني هذه الزراعة في بيئتنا الساحلية بمختلف الارتفاعات عن سطح البحر ما يساعد في ايجاد مورد دخل اضافي لمزارعي المنطقة.

وأضاف العجي أن هذه الوردة تعيش في المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 600 إلى 2000 متر عن سطح البحر وكلما زاد الارتفاع زاد إنتاجها.

وتبين العديد من الدراسات ان المناطق ذات المناخ القاري المتمثل بصيف حار نسبياً وشتاء بارد هي أفضل المناطق لنمو وإزهار هذه الوردة على أن يكون متوسط درجة الحرارة خلال فصل الربيع بين 5/15 درجة مئوية مع درجة حرارة منخفضة ليلاً خلال فترة الإزهار كون درجات الحرارة المرتفعة ليلاً تزيد من معدلات ضياع الزيت العطري.

من جهته بين المهندس عدنان محمد من دائرة الإرشاد الزراعي في زراعة طرطوس ان نجاح زراعة فطر المحاري في محافظة طرطوس وتحوله إلى مصدر دخل أساسي للعديد من الاسر دفع الدائرة إلى ادخال زراعات رديفة ذات مردود اقتصادي جيد وتكاليف إنتاجية بسيطة.

وأشار محمد إلى رغبة العديد من المزارعين التعرف على كيفية زراعة الوردة الدمشقية واهميتها الاقتصادية وإمكانية تسويق منتجاتها لافتا إلى وضع دائرة الارشاد الزراعي خطة تتضمن اقامة العديد من الدورات بهدف تاهيل المزارعين وتشجيعهم على زراعة الوردة الشامية واحيائها في مختلف المحافظات السورية.

وتتمتع الوردة الشامية بالعديد من الفوائد البيئية فهي قادرة على تحمل التربة الكلسية والمناطق الجافة ما يمكن من استغلالها في انتشار المساحات الخضراء في تلك المناطق ولاسيما المناطق التي تمتلك مياه كافية لزراعة محاصيل أخرى ذات جدوى اقتصادية.

الاتجاه المعاكس / سانا


lv;. fp,e hgyhf dk[p td j[vfm .vhum hg,v]m hgahldm f'v',s d,[]