الدكتور مجد جرعتلي
البيئة والحياة

مقدمة:
يعتبر " القطن " من المحاصيل الزراعية الهامة في سورية وله تاريخ طويل ويعتبر من المحاصيل الإستراتيجية ويزرع بكميات كبيرة في شمال وشمال شرق سورية في منطقة الجزيرة السورية. كما يعتبر القطن السوري من أجود أنواع الأقطان في العالم، وسورية من أوائل الدول في إنتاج القطن، ويصدر إلى الكثير من الدول وخاصة إلى الدول الأوربية التي تستخدمه في صناعات المنسوجات عالية الجودة.
سورية الدولةالثانية عالمياً والثالثة آسيوياً بإنتاج " القطن العضوي"
حازت سورية على المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج القطن من حيث وحدة المساحة كما إحتلت في المرتبة الثالثة آسيوياً في إنتاج القطن العضوي"organic cotton" بعد كل من الصين وتركيا , ودخلت مصاف الدول المتقدمة في إنتاج القطن الملون وأهمها الصين وتركيا والباكستان والولايات المتحدة , والقطن العضوي هو قطن مزروع بطريقة لا تستخدم فيها الأسمدة والمبيدات الحشرية الكيميائية المنشأ والتي تلحق الضرر الكبير بالإنسان والبيئة وكافة أشكال الحياة فيها .
كما برزت سورية في الإجتماع الثاني "للجنة المشاريع حول القطن" الذي عقدته منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة أزمير التركية كدولة رائدة في إنتاج القطن والمكافحة الحيوية للآفات بدون إستخدام أي نوع من المبيدات الكيميائية السامة , واختيرت كمركز متميز في الخبرة الفنية والعلمية في ميدان زراعة القطن من بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي.‏
كذلك تعتبر سورية من الدول القلائل والمتميزة علميا وفنيا في ميدان الإنتاج المحلي "لبذار القطنcotton seeds " ومن خلال الخبرات الوطنية وبكلفة إنتاج قليلة تقدر بحوالي ( 3 ) ملايين دولار أما في حال تم إستيرادها فإن تكلفة البذارسوف يفوق مبلغ (80 ) مليون دولار وهذا ما يوفر الكثيرعلى الدولة والمزارعين .‏ وقد قدرمكتب القطن في سورية بأن إنتاج الدولة من القطن لموسم ( 2009 ) بلغ (600 ) ألف طن وبنسبة تنفيذ بلغت ( 96% ) من المتوقع والمخطط له أي بزيادة ( 8% ) عن إنتاج العام الماضي.
ولم يقتصر تفوق القطن السوري على الكمية بل كان تفوقه واضحا في ميدان الإنتاجية ونوعية الألياف فقد حقق القطن السوري مردوداً عاليا في مردود الهكتار الواحد من القطن وكذلك نوعية شعر القطن ففي عام (2008) م كانت إنتاجية الهكتار الواحد بحدود ( 3953) كيلو غراماً من القطن المحبوب و( 1383) كيلو غراماً من قطن الشعر بالهكتار في حين كان المردود العالمي (787 ) كيلو غراماً من قطن الشعر بالهكتار.
أما في مجال " المكافحة الحيوية BIO CONTROL " فقد سجلت سورية خطوات متقدمة وبخبراتها الوطنية التي اعترف بها عالمياً من خلال الإعتماد على أسلوب المكافحة الحيوية الآمنة وبدون إستخدام أي مبيدات كيميائية سامة وبكلفة محدودة وتم الحصول على منتج نظيف مما جعل من سورية في مصاف الدول المتقدمة عالميا في مجال إنتاج " القطن العضويوالملونOrganic and colored cotton

حقائق وأرقام مشرفة " للقطن حقائق وأرقام مشرفة " للقطنحقائق وأرقام مشرفة " للقطن
ولقد بدأت سورية منذ عام ( 2008 ) م بتصدير القطن العضوي على شكل مادة اولية من (خيوط وغزول) وبشهادة إنتاج محلية للخيوط القطنية حيث تم الحصول على هذه الشهادة بهذا الخصوص من " مخبر كنترول يونيون" في هولندا. وفي أوائل هذا العام ( 2010 ) م تم تصدير القطن المصنع من ( ألبسة قطنية خارجية تحمل شعار " القطن العضوي " وإلى ( 18 ) دولة في العالم معظمها في أوروبا اضافة إلى الصين والمكسيك.
كما تقوم صناعات نسيجية قطنية متطورة في سورية وخاصة في مدينة حلب ولها تاريخها ومعروفة بجودتها والمنسوجات السورية لها شهرتها عالمياً .ويقوم على القطن العديد من الصناعات مثل "صناعة وحلج الأقطان و الخيوط القطنية وصناعة المنسوجات والأقمشة القطنية وصناعة القطن للإستخدامات الطبية والصناعية وكذلك صناعة الزيوت من بذور القطن "، ويتزايد تصدير القطن السوري عاماً بعد عام والتي يتم عن طريق (المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان) وتقوم المؤسسة بتنظيم جمع وتسويق الأقطان وتزويد مصانع القطاع العام وتنظيم بيع وتسويق القطن للمصانع والمعامل والشركات في سورية وتصدير الأقطان السورية إلى مختلف دول العالم.

حقائق وأرقام مشرفة " للقطنحقائق وأرقام مشرفة " للقطن
كما تقيم سورية مهرجانا خاصا بالقطن في مدينة " حلب " الشهباء وهو كرنفال و" مهرجان القطن " السوري، والذي يشارك فيه المنتجين والفعاليات وشركات صناعة النسيج والخيوط القطنية السورية والمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان وكافة المؤسسات والهيئات ذات الصلة، والتي تشارك بعروض كرنفالية تجوب شوارع مدينة حلب. ويعود تاريخ هذه الاحتفالات إلى زمن بعيد إلا أن المهرجان بشكله الحالي بدء منذ منتصف القرن الماضي.


prhzr ,Hvrhl lavtm " ggr'k hgs,vd" ggr'k hgs,vd