من لحظات تجولي بين الآدغال
من لحظات تجولي بين الآدغال
في بداية عام جديد
*
في آخر لحظات من عامي
دق ناقوس أمنياتي
الممتلئة في جعبة أيامي
يعلن عن بداية جديدة لقلعتي
فأعلنت تجولي خارج أسواري
علني أجد بعض أمنياتي
قد تحققت في حياتي وقبل مماتي
*
لبست كفن الشهداء
و توشحت جلبابي الأسود
و انتعلت خفي الممزق
وبأت كل شي مظلم
إلى أرض المهجر رحلت
تحت الجبال خطوت
وعويل الذئاب يسابقني
ظلمة المكان و عتمة تملئ الأدغال
رياح الغدر تلفح وجهي
فأشد على جلبابي
وأرفع قبعتي لرأسي
وأنفاس الخيانة تطاردني
دماء ملطخة بطريقي
وأثار الجرائم منتثرة حولي
أجساد طعنت وشباب أسرت
وأطفال تشردت في الشوارع
ضاعت براءتهم وبين الذئاب
اغتصبت طفولتهم
خطوت برفق عليهم
حتى لا أزيد من وجعهم
أكاد أختنق من رائحة المكان
والدخان الذي يحوي هذا الزمان
وصلت لكهفي استقبلتني الخفافيش
تحاول أن تلثم كل أنحاء جسدي
فأنزلت رأسي احتمي بي
فليس هناك من منجي
لكن الثعابين لدغتني
ابتعدت عنها بجهد
مزقت جزء من فستاني
وربطت قدمي بقوة
كي لا يتلوث دمي
وينتقل لقلبي الحزين فـ يميتني
سمعت أصوات صرخات متألمة
وهمسات أمهات مستنجدة
من كل مكان سمعت استغاثات
حتى سقطت أحجار متعددة على رأسي
من أعالي ذلك الكهف
أفزعتني لكنها ازدادت
مع زيادة حده النحيب
وليس هنالك من مجيب
أعمت بصيرتي وشتت أفكاري
فتسللت لأخر الكهف
فوجدت رجالاً يتوشحون الصمت
ويضعون عمائم كبيرة
أعمت بصيرتهم عن كل من حولهم
وأصبحوا يسمعون ما يقال
ويلبون لهم بالطاعة
قدموا لهم طقوس التبعية
خوفاً منهم أو ربما
احتراما للباطل في أي مكان
لم يسمعوا أصوات المظلومين
الأسرى والمنكوبين
الأرامل و اليتامى
والأطفال المحرومين
وأن حاولوا سماعهم
وجلسوا على طاولة تمنعهم
من تنفيذ ما قاله ضميرهم
يعلون أصواتهم بالحق لكن أيديهم تمنعهم
أحسست بمروره في فمي
طعم دموعي التي سالت على وجنتي
فعادت بي للواقع
فأغلقت التلفاز ورحلت بعيداً عنه
عسى أن أجد ما يهدأ ثورة غضبي
ويوقف البراكين المشتعلة بقلبي
*
سنة تلو سنة أحلم أن يتحقق النصر
ومازال حلمي مستمر لم يتغير
غير أنة كبر وزاد ضخامة
فلم أستطع حملة على ظهري
فوضعت جزءاً منة بين أوراقي
ولا أعلم إلى متى سيستمر
ذلك الحلم صعب المراد
والى متى سيلوح لي بالأفق على أنة بعيد.
منقوووووووووووول
{RSS:alkheeer.com}
