أبو منجل أندر طائر في العالم

أبو منجل أندر طائر في العالم

طائر اكتشف وجوده حديثاً في تدمر لندرته بشكل ثروة وطنية للبلد التي يتواجد فيها رسومه زينت المعابد الفرعونية وورد ذكره في الكتاب المقدس . يعتبر طائر أبو منجل الشمالي هذا الطائر الأسطوري والأيقوني أحد أندر أنواع الطيور المعرضة لخطر الانقراض على الأرض حيث ادرج منذ التسعينات في قائمة الطيور المعرضة للخطر على مستوى العالم ووفقاً للقائمة الحمراء التي يصدرها اتحاد الحماية العالمي(iucn ) وهذا يعني أن طيور أبو منجل تبقى الأهم في مجال الحماية حيث زينت رسومها المعابد الفرعونية القديمة . فطائر أبو منجل كان يمثل الإله توت وقد وجدت عدة لوحات فرعية تظهر هذا الإله اله الكتابة والحكمة وهو يرتدي قناع أبو منجل على وجهه الذي كان يعتبر رمز لحكمه في الديانات القديمة كما ضمت قاعة المومياوات في المتحف المصري بالقاهرة مومياء بعض الطيور والحيوانات والأسماك المحنطة ومنها أبو منجل والذي يعرف أيضاً باسم (أبيس ) إضافة ذلك ورد ذكر هذا الطائر في الكتاب المقدس وكان يملأ منطقة الشرق الأوسط سابقاً إلا أن مابقي منه اليوم لا يزيد عن 220 طائر يعيش في مجموعات على منطقة الساحل قرب أغادير في المغرب ونظراً لأهمية اكتشاف هذا الطائر النادر في قلب البادية السورية كان لابد لنا من التعرف به وأهمية تواجده على الأراضي السورية وأنواعه وعائلته وصفاته ومدلولاته حول سلامة البيئة وغيرها من أمور تتعلق به وذلك من خلال لقائنا بالدكتور دارم الطباع مدير مشروع حماية الحيوان في سوريا .

عائلة الطائر
تنتمي طيور أبو منجل إلى العائلة الناسكية وتضم طيور أبو معلقة وأبو منجل وهي طيور ضخمة طويلة الساق ذات مناقير نحيلة محنية إلى الأسفل (أبو منجل ) أو طويلة ملوية (أبو ملعقة) لون ريشها بصورة رئيسية أسود أو بني أو أبيض وقد يكون أيضاً أحمرا ووردياً الجنسان متشابهان الحضانة قرابة 21 يوماً وتبقى الفراخ في العش من 14- 21 يوماً

أبو منجل المحرم :

موطنه تحت الصحراء الكبرى الإفريقية مدغشقر العراق أما مسكنه فهو في الأراضي الرطبة الضحلة الساحلية والداخلية . انقرض هذا الطائر في مصر حيث كان موضع تقديس في العصور القديمة . تظهر رسومه في كثير من اللوحات الجدارية وفي النقوش الهيروغليفية .

أبو منجل الناسك :

وهو الذي يدعى أيضاًً بالأصلع أو الشمالي موطنه شمالي غرب أفريقيا وتركيا وسوريا . يسكن الجبال والصحارى شبه الجافة والأراضي الرطبة المرتفعة وأراضي المزارع أيضاً ومن المحزن أن يكون هذا النوع مهدداً تهديداً خطيراً وأن يقتصر في تفريخه على المغرب وتركيا مع أنه كان منتشراً بالماضي في جنوب أوربا وفي الشرق الأوسط وعلى ما يبدو أن هذا الطائر عاجز عن التكيف مع التغيرات في مصادر الطعام وربما أيضاً مع التغيرات المناخية والمعروف أن الفصول الجافة تسبب حصول عدد كبير من الوفيات بين الصغار .

أبو منجل القرمزي :

موطنه فنزويلا كولومبيا غيانا الساحلية البرازيل ترينيدا ومسكنه المستنقعات الساحلية وأشجار المنفروف والبحيرات المتصلة بالبحر ومصبات الأنهار والسهول الطينية يعتبر هذا النوع اجتماعي يطوف ويجثم في جماعات ويعد مشهد طيرانه عند الغروب والذي يرجع إلى مجثمه في غابة المنغروف منظر يفتق الألباب يتغذى أبو منجل القرمزي بصورة رئيسية بالسرطانات والرخويات واللافقاريات الأخرى كما أنه يأكل الأسماك والضفادع والحشرات يفرخ في مستعمرات ويبني أعشاشه من العيدان وغصينات الأشجار .

أبو منجل اللماع:

يعتبر موطنه واسع الانتشار لكنه مبعثر في أمريكا الوسطى أفريقيا جنوبي أو راسيا واستراليا ويسكن حيث المياه العذبة الضحلة والأراضي الرطبة الساحلية أكسبته كسوته الكستنائية الداكنة والسواد الموخطة بتقزح أخضر وأرجواني بريقاً أعطاه الاسم الذي يحمله تفرخ طيور أبي منجل اللماع في مستعمرات تضم في بعض الأحيان آلاف الأزواج . تبحث أسراب أبي منجل اللماع عن طعامها في الأراضي الرطبة الضحلة وفي البلشوم في الغالب الأشجار النباتية على جانب الماء انقراضه كان يعيش أبو منجل الشمالي في وسط أوربا بشكل واسع إضافة لشمال إفريقيا والشرق الأوسط ويعد من الطيور الاجتماعية . انتشر في سوريا حتى القرن التاسع عشر حيث لم يشاهد بعد ويقال أنه تمت إبادته بتأثير المبيدات الحشرية وخاصة أنه يقتات على السحالي والجنادب والخنافس والحشرات انقرض هذا الطائر من جبال الألب في أوربا منذ أكثر من 400 عام كما أنه انقرض من تركيا عام 1989 كذلك انقرض في معظم مناطق المغرب والجزائر ونظراً لأهمية وندرة هذا الطائر فقد خصص له مشروع كبير في المغرب بالتعاون مع المنظمات الدولية لدراسة الموثل الطبيعي له والإجراءات التي يمكنها أن تحد من انقراضه وفي عام 1996 نفق منه أكثر من 40 طائر يعرض عارض أصابها وقد تمكن العلماء وقتها من السيطرة على الإصابة واعادة تأهيل باقي الطيور لاستمرار وجودها وتكاثرها .

اكتشافه في سوريا :

بعد انقراض طويل اكتشف عالم الأحياء الإيطالي جان لوكاسترا في العام الماضي هذا الطائر المعروف بأبو منجل في قلب البادية السورية تدمر في موقع قريب من محمية التليلة وذلك أثناء دراسة الحياة البرية للبادية السورية التي يتم فيها مشروع دولي تموله منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو) بالتعاون مع الحكومة الإيطالية هذا وقد أتى هذا الاكتشاف بناء على تصريحات منظمة حياة الطيور الدولية حيث وجد ثلاث أزواج من الطيور التي تحضن البيض وطائر سابع كبير .

أهميته ومدلولاته :

يشكل هذا الطائر لندرته ثروة وطنية للبلد الذي يتواجد فيه. فالكثير من المهتمين من دول العالم قد يفضلون زيارة سوريا للسياحة بسبب وجود هذا الطائر وهذا يعني أنه سيكون مصدر تعريف سياحي لسوريا كما أن العديد من محطات التلفزة ستتنافس لإعداد برامج عملية عن هذا الطائر إضافة إلى ذلك يدل تواجد هذا الطائر في سوريا على سلامة البيئة وعدم وجود آثار قاتلة للمبيدات الحشرية في العديد من مناطق البادية حيث يتواجد هذا الطائر . أخيراً نقول أنه ونظراً لأهمية هذا الطائر فقد حظي باهتمام دولي كبير وأصدرت مجموعة من الدول طوابع بريدية خاصة له تحمل صورته على الرغم من أنه انقرض من بلادها كما هو الحال في السودان والمغرب واليمن والجزائر وتركيا .